مقال

الدكروري يكتب عن أخلاق وصفات معاذ بن جبل

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أخلاق وصفات معاذ بن جبل
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي الجليل معاذ بن جبل الأنصاري، وقد ورد في سيرة الصحابى الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، مواقف تدل على حسن أخلاقه ورفيع صفاته، ومنها هو زهد معاذ بن جبل، وعن مالك الداري أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام اذهب بها إلى عبيدة بن الجراح ثم تله ساعة في البيت أى انتظره وراقبه، حتى تنظر ما يصنع، فذهب الغلام قال، يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، قال، وصله الله ورحمه، ثم قال، تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها، فرجع الغلام إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

فأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل رضى الله عنه، فقال اذهب بها إلى معاذ بن جبل وتله أى انتظره، في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع، فذهب بها إليه، فقال له، يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال معاذ بن جبل، رحمه الله ووصله، تعالي يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأته فقالت ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحا أى فدفع بهما إليها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره بذلك، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه إنهم إخوة بعضهم من بعض، وقيل أنه كان لمعاذ بن جبل رضي الله عنه، زوجتين، فإذا كان يوم إحداهما لم يشرب كأس ماء عند الأخرى بغية أن يعدل بينهما، وقد توفيت زوجتيه الاثنتين في الطاعون.

فأقرع بينهما أيهما يدفن أولا وذلك من تحريه للحلال وورعه عن الحرام، وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه، إذا قام الليل قال ” اللهم طلبي للجنة بطيء، وهربى من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد” وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه، أن معاذ بن جبل رضى الله عنه أراد سفرا فقال يا نبي الله، أوصني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اعبد الله لا تشرك به شيئا” فقال معاذ يا نبي الله، زدني، فقال صلى الله عليه وسلم “إذا أسأت فأحسن” فقال يا رسول الله، زدني، فقال صلى الله عليه وسلم “استقم وليحسن خلقك” وعن عاصم بن حميد عن معاذ بن جبل، قال لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيه.

ومعاذ بن جبل راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم، يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال صلى الله عليه وسلم “يا معاذ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي هذا وقبري” فبكى معاذ بن جبل خشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال صلى الله عليه وسلم “إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا” وعن الشعبي قال حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال، قال ابن مسعود، إن معاذ بن جبل رضى الله عنه، كان أمة قانتا لله حنيفا، فقيل إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا، فقال ما نسيت هل تدري ما الأمة؟ وما القانت فقلت، الله أعلم، فقال الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله عز وجل وللرسول صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى