مقال

الدكروي يكتب عن المجوسي وإغتيال الخليفة الفاروق

جريدة الاضواء

الدكروي يكتب عن المجوسي وإغتيال الخليفة الفاروق
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الكثير عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، وقيل أنه لما قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فقد أخبرهم عبد الرحمن بن أبي بكر بأنه رأى الهرمزان وجفينة وأبا لؤلؤة يتناجون فنفروا منه فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه فلما رأى الخنجر الذي قتل فيه عمر على نفس الوصف الذي ذكر عبد الرحمن، خرج عبيد الله مشتملا على السيف حتى أتى الهرمزان وطلب منه أن يصحبه حتى يريه فرسا له، وكان الهرمزان بصيرا بالخيل، فخرج يمشي معه فعلاه عبيد الله بالسيف فلما وجد حر السيف صاح لا إله إلا الله، ثم أتى جفينة وكان نصرانيا فقتله، ثم أتى بنت أبي لؤلؤة جارية صغيرة فقتلها، فقبض عليه وسجن إلى أن تولى عثمان بن عفان الخلافة فاستشار الصحابة في أمره فأفتى بعضهم بقتله.

وأفتى بعضهم الآخر بالدية، فأدى عثمان الدية من ماله وأطلقه ولما تولى علي الخلافة، وكان يرى أن يقتل بالهرمزان خرج عبيد الله إلى الشام وانضم إلى معاوية بن أبي سفيان، حارب وقتل في معركة صفين، وقد ذكر الطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك، خلاف ذلك تماما وما يقال أنه قال القماذبان عن قتل أبيه الهرمزان، كانت العجم بالمدينة يستروح بعضها إلى بعض، فمرّ فيروز بأبي ومعه خنجر له رأسان، فتناوله منه وقال ما تصنع بهذا في هذه البلاد؟ فقال آنس به، فرآه رجل، فلما أصيب عمر بن الخطاب، قال رأيت هذا مع الهرمزان، دفعه إلى فيروز، فأقبل عبيد الله فقتله، فلما ولي عثمان دعاني فأمكنني منه، ثم قال يا بني هذا قاتل أبيك وأنت أولى به منا، فاذهب فاقتله فخرجت به وما في الأرض أحد إلا معي.

إلا أنهم يطلبون إلي فيه، فقلت لهم ألي قتله؟ قالوا نعم، وسبّوا عبيد الله، فقلت، أفلكم أن تمنعوه؟ قالوا لا وسبّوه، فتركته لله ولهم، فاحتملوني، فوالله ما بلغت المنزل إلا على رؤوس الرجال وأكفهم، وأما عن أبو لؤلؤه ويقال له فيروز النهاوندي وهو اسمه فيروز، وكانت كنيته أبو لؤلؤة المجوسي، نسبة إلى ابنته لؤلؤه، وكان يسمى في قومه بابا شجاع الدين، قاتل عمر بن الخطاب، وقد أسره الروم ثم أسره المسلمون من الروم وسبي إلى المدينة المنورة فى العام الواحد والعشرين من الهجره، وكان مولى عند المغيرة بن شعبة، وهو عند الفئة الغالبة من المسلمين وهم طائفة أهل السنة وكذلك بعض الشيعة أنه كافر لم يسلم، ومجرم لقتله عمر بن الخطاب، ويرى الباقون مِن الشيعة أنه مسلم شيعي بطل مبشّر بالجنة، وهو فارسي من نهاوند.

وقد ورد في مصادر أهل السنة والجماعة أنه مجوسي مجرم لاغتياله عمر بن الخطاب، ويقول فيه ابن تيمية “وأبو لؤلؤة كافر باتفاق أهل الإسلام وكان مجوسيا من عباد النيران، فقتل عمر بغضا في الإسلام وأهله، وحبا للمجوس، وانتقاما للكفار، وكان ذلك لما فعل بهم عمر بن الخطاب حين فتح بلادهم، وقتل رؤساءهم، وقسم أموالهم، وكان عدد من الفرس الذين بقوا على المجوسية يضمرون الحقد والكراهية لقائد الدولة الإسلامية التي دحرت جيوشهم وقضت على إمبراطوريتهم واسعة الأطراف، وهو الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وأرضاه، فعندما اتجه عمر لأداء الحج في مكة حيث يُعتقد أن مخططي الاغتيال اتبعوه حتى جبل عرفة، حيث سُمع صوت يهتف أن عمر لن يقف مرة أخرى على الجبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى