مقال

من يجبر قلوب العباد

جريدة الأضواء

من يجبر قلوب العباد

بقلم/السيد شحاتة

جبر‭ ‬الخواطر‭ ‬ومساعدة‭ ‬الناس‭ ‬والتعامل‭ ‬الأخلاقي‭ ‬من‭ ‬العبادات‭ ‬الأكثر‭ ‬أجرا‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬والأكثر‭ ‬نفعا‭ ‬للناس
‬فالعبادة‭ ‬ليست‭ ‬صلاة‭ ‬وصوما، ‬وتراويح‭ ‬وقياما‭ ‬وختمة‭ ‬قرآن‭ ‬وصلة‭ ‬أرحام
‬بل‭ ‬إن‭ ‬جبر‭ ‬الخواطر‭ ‬عبادة‭ ‬كذلك، ‬وهي‭ ‬دواء‭ ‬وشفاء ‬وموقف‭ ‬مؤثر‭ ‬لا‭ ‬ينساه‭ ‬صاحبه‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭

إن جبر الخواطر خلق إسلامي عظيم يدل على سمو النفس وعظمة القلب وسلامة الصدر ورجاحة العقل
يجبر المسلم فيه نفوسا كسرت وقلوبا فطرت وأجساما أُرهقت وأشخاصا أرواح أحبابهم أُزهقت
فما أجمل هذه العبادة وما أعظم أثرها
لذا يقول الإمام سفيان الثوري ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم

ومما يعطي هذا العبادة جمالاً أن الجبر كلمة مأخوذة من أسماء الله الحسنى وهو اسم الله الجبار
وهذا الاسم بمعناه الرائع يطمئن القلب ويريح النفس
فهو سبحانه الذي يجبر الفقر بالغنى والمرض بالصحة والخوف والحزن بالأمن والاطمئنان فهو جبار متصف بكثرة جبره حوائج الخلائق

بل أن جبر الخواطر يعد تأليفا للقلوب وتوحيدًا للصفوف واصطفافا على طريق الحق والخير انطلاقا من ان مجتمعاتنا لا تتحمل التفرق والتشرذم الواقع الآن وهي أحوج ما تكون إلى ما يؤلف الأفئدة

عندما يتعرض الإنسان إلى مواقف صعبة ويكون على حافة الانهيار، يحتاج إلى جبر خاطرة بكلمة أو موقف يشعره بالأمان والسعادة، أكثر من حاجته إلى النصيحة واللوم.

فمن اجمل فضائل جبر الخواطر إنها وسيلة للوصول إلى رحمة الله في الدنيا والأخرة
فجاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والأخرة

وأخيرا و في ظل أيام المعيشة الصعبة التي نمر بها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية نحتاج جميعنا إلى جبر الخواطر لتكون لدينا القدرة على مواجهة الحياة

وندعو إلى التسامح والترابط والتعاون بيننا فهم أسمى صفات لجبر الخواطر ودعت إليها جميع الأديان السماوية حتى ننال رحمة الله سبحانه وتعالى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى