مقال

الدكروري يكتب عن مواقف بطولية رائعة في رمضان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مواقف بطولية رائعة في رمضان
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن فتوحات شهر رمضان في العهد النبوي الشريف، وإن غزوة بدر الكبري كانت تحركات هائلة وجيش عرمرم وزحف كبير لم يستعد له المسلمون استعدادا كاملا ولم يتهيؤوا لمواجهته وحربه وإنما خرجوا فقط للاستيلاء على القافلة، وضربها ضربة مباغتة ومن ثم الرجوع إلى المدينة ولكن الله أراد أن يقضى أمرا كان مفعولا، فقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لابد من موقف بطولى يكسر هذه القوة ويصد هذه الغطرسة حتى لا تزحف نحو المدينة فلو تركهم يسيحون ويواصلون المسير فإن شرهم سيتعاظم ونفوذهم سيقوى وخطرهم سيصل إلى المدينة نفسها وسيجهزون على الدولة الإسلامية في مهدها.

فقرر صلى الله عليه وسلم في نفسه الحرب واتخذ هذا الرأى ولكن لابد من وضع الرأى للشورى وتداوله مع المسلمين حتى يكون القرار جماعيا وموحدا، فماذا تتوقعون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل اعتذروا عن المشاركة؟ وهل تعذروا باختلاف موازين القوى بينهم وبين عدوهم؟ وهل قالوا يا رسول الله نحن أقلة وقوتنا ضعيفة ولم نستعد للقتال؟ ولكن ماذا قالوا فى مجلس الاستشارة، فقد قام أبوبكر الصديق رضى الله عنه فتكلم فأحسن ثم قام عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال فأحسن، ثم قام المقداد بن عمر رضى الله عنه فقال يا رسول الله “أمض لما أراك الله فنحن معك والله لن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون”

ثم قام سعد بن معاذ رضى الله عنه قائد الأنصار وحامل لوائهم فقال يا رسول الله قد أمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا فامض بنا لما أردت وأظعن بنا حيث شئت وصل حبل من شئت واقطع حبل من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت وما أخذت منا أحب إلينا مما تركت فوالذى بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغمام لسرنا معك ولو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك وما أمرت فيه من أمر، فنحن تبع لأمرك ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله فسر صلى الله عليه وسلم من هذه المواقف البطولية الرائعة، وأعجب بهذه الكلمات القوية التي تفل الحديد وتقصم ظهور أهل الشرك والكفر والتنديد، إنهم أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

لا يقولون لرسولهم إلا سمعنا وأطعنا فالأمر أمرك والقول قولك ونحن تبع لأمرك، ويقول الله عز وجل كما جاء فى سورة آل عمران ” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى