مقال

الدكروري يكتب عن ثقة أبي أيوب ببيت النبوة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن ثقة أبي أيوب ببيت النبوة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن الصحابى الجليل أبو أيوب الأنصاري، وقد جاء في ثقة أبي أيوب ببيت النبوة، أنه حينما روج المنافقون لحديث الإفك وتحدثوا به وولغوا في الفتنة، كان لأبي أيوب رضي الله عنه موقف يدل على ثقته ببيت النبوة وتأديبه بأدب الإسلام، فلم يخض كالذين خاضوا بل أعلن ثقته التامة بطهارة السيدة عائشة رضى الله عنها وبراءتها فقال ابن اسحق عن بعض رجال بني النجار، أن أبا أيوب خالد بن زيد قالت له امرأته أم أيوب، يا أبا أيوب ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال بلى، وذلك الكذب، أكنت يا أم أيوب فاعلته قالت لا والله ما كنت لأفعله فقال رضى الله عنه فعائشة والله خير منك، وقد روى أبو أيوب رضى الله عنه.

عن الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث وروى عنه العديد من الصحابة منهم ابن عباس وأنس بن مالك، وقد عاش أبو أيوب الأنصاري أغلب حياته مع جيوش الفتح، وكان آخرها في جيش يزيد بن معاوية الساعي لفتح القسطنطينية وقد بلغ من العمر ما يقارب الثمانين عاما ولم يمنعه ذلك من الجهاد في سبيل الله، إلا أنه مرض وعجز عن الإستمرار في القتال فطلب من يزيد أن يدخل وجند المسلمين إلى أبعد مكان في أرض العدو وأن يدفنوه فيها فتوفي رضي الله عنه سنة اثنتين وخمسين للهجرة ووري الثرى في القسطنطينية وإن للصحابي الجليل أبو أيوب الأنصارى الكثير من المواقف الثابتة والتي تتسم بالإيمان والشجاعة في قول الحق فقد كان أبو أيوب الأنصاري على غير وفاق مع مروان.

فقال له ما يحملك على هذا؟ فرد عليه أبو أيوب قائلا إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي الصلوات فإن وافقته وافقناك، وإن خالفته خالفناك، ولما قتل عثمان، استخلف علي بن أبي طالب وبدأت الفتنة، فاستعمل الإمام علي أبا أيوب على المدينة المنورة لما أراد الخروج إلى العراق، وقيل أن أبا أيوب ظل واليا على المدينة المنورة إلى أن وجّه معاوية بن أبي سفيان بسر بن أرطاة في ثلاثة ألاف رجل إلى الحجاز، فقدموا المدينة، ففر منهم أبو أيوب، ولحق بعلي في الكوفة دون أن يقاتلهم، ولكنه لم يشهد مع الإمام علي صفين، إلا أن هناك توافق على أن أبا أيوب شهد مع الإمام علي بن أبي طالب حرب الخوارج الحرورية، وأنه كان قائدا لخيل علي بن أبي طالب يوم النهروان.

وهكذا كان أبو أيوب كان أحد الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية، فقد قدم مكة من أهل يثرب ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان، من الأوس أحد عشر رجلا، ومن الخزرج اثنان وستون رجلا، منهم أبو أيوب الأنصاري الخزرجي، وقد جرت بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، اتصالات سرية أدت إلى اتفاق الفريقين على أن يجتمعوا ليلا في أوسط أيام التشريق في الشعب الذي عند العقبة حيث الجمرة الأولى من منى، فلما التقوا به وكان بصحبة عمّه العباس بن عبد المطلب، قالوا له “يا رسول الله نبايعك؟” فقال لهم صلى الله عليه وسلم ” تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافوا في الله لومة لائم.

وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة” فبايعوه رجلا رجلا بدءا من أسعد بن زرارة وهو أصغرهم سنا، وقد عُرف ذلك الاتفاق ببيعة العقبة الثانية، وقد كانت في شهر ذي الحجة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة بثلاثة أشهر، وكان أبو أيوب في جيش متوجه لفتح القسطنطينية، وكان يقوده يزيد بن معاوية في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان، فمرض أبو أيوب، فدخل عليه يزيد يعوده فقال له يزيد ما حاجتك؟ فقال أبا أيوب حاجتي إذا أنا مت فاركب، ثم سغ في أرض العدو ما وجدت مساغا، فإذا لم تجد مساغا فادفني ثم ارجع، فتوفي أبو أيوب، ففعل الجيش ذلك، ودفنوه بالقرب من القسطنطينية، وأمر يزيد بالخيل فجعلت تقبل وتدبر على قبره.

حتى عفا أثر القبر، وقبره هنالك يستسقي به الروم إذا قحطوا، وقد ثبت في صحيح البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ” أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم” فكان هذا الجيش أول من غزاها، وما وصلوا إليها حتى بلغوا الجهد، وفيها توفي أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري، وقيل لم يمت في هذه الغزوة بل بعدها سنة إحدى أو ثنتين أو ثلاث وخمسين، وقد ترك أبو أيوب من الولد عبد الرحمن وأمه هى أم حسن بنت زيد بن ثابت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى