مقال

الدكروري يكتب عن مذبحة بني قريظة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن مذبحة بني قريظة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة، عن يهود بني قريظه وما فعلوه في النبي صلي الله عليه وسلم والمسلمين، وبعد المذبحة الجماعية لرجال بنو قريظة، فقد خرج تلك الليلة عمرو بن سعدى، وكان رجلا لم يدخل مع بني قريظة في غدرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، أي أن القتل كان للغادرين فقط، فمن لم يغدر معهم، لم يقتله المسلمون، فرآه القائد محمد بن مسلمة قائد الحرس النبوي، فخلى سبيله حين عرفه، فلم يعلم أين ذهب؟ وهكذا كانتغزوة بنى قريظة فكان السبب هو غدر بني قريظة بالمسلمين في معركة الخندق رغم العهود والمواثيق التي كانت بين المسلمين وبني قريظة وهجومهم على نساء المسلمين أثناء انشغال المسلمين في حماية المدينة حول الخندق.

ومحاولتهم فتح ثغرة لتمر الأحزاب لداخل المدينة والقضاء التام على المسلمين، وكان بعدما انتهت قصة بني قريظة قد مات سعد بن معاذ، متأثرا بجروحه حتى خرجت الدماء من خارج خيمته، وقيل في حقه كما جاء في البخاري، وفي الصحيحين عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ” أهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ” وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال، لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون، ما أخف جنازته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ” إن الملائكة تحمله ” رواه الترمذى، وهكذا فإن قيمة بن معاذ كبيرة على الرغم من أن كل عمره في الإسلام لم يتجاوز الست سنوات، وهكذا فقد استجاب الله تعالى لدعوة العبد الصالح سعد بن معاذ رضى الله عنه.

فانفجر جرحه وسالت منه الدماء حتى خرجت من خارج خيمته ليلقى ربه سعيدا راضيا، ويكفيه ما قاله صلى الله عليه وسلم، في حقه كما جاء في البخاري، وفي الصحيحين عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” أهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ” ‏فإن قصة الأحزاب وبني قريظة، لقد كانت موقعة عجيبة بلا قتال تقريبا، وكفى الله المؤمنين القتال، ولكنها كانت امتحانا عظيما لم يثبت فيه إلا الصادق حقًا، وكانت في نفس الوقت غزوة فارقة، فرقت بين مرحلتين رئيسيتين في السيرة، فما قبل الأحزاب شيء وما بعد الأحزاب شيء آخر، فقبل الأحزاب كان الاضطراب والقلق والمشاكل الكثيرة وعدم الاستقرار، أما بعد الأحزاب فقد نضجت الدولة الإسلامية نضوجا.

جعلها قادرة على الوقوف بصلابة في وجه كل أعدائها، ولقد رسخت الأحزاب أقدام المسلمين في الجزيرة، ولم يجرؤ بعد ذلك أحد على تحدي هذا الكيان الصلب الجديد، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم، عميقا جدا في تحليله غزوة الأحزاب بعد رحيل الكفار حيث قال صلى الله عليه وسلم ” الآن نغزوهم ولا يغزونا، نحسن نسير إليهم ” ولقد كانت ما بين الهجرة والأحزاب فترة تأسيس الدولة الإسلامية، أما الفترة التي ستأتي بعد الأحزاب فستكون فترة تمكين دين الله تعالى في الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى