مقال

الدكروري يكتب عن عودة رسول الله من ذات الرقاع

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن عودة رسول الله من ذات الرقاع
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة أنه في طريق العودة من غزوة ذات الرقاع اشتد الحر عليهم، وجاء وقت القيلولة فنزلوا في واد كثير الأشجار، وتفرق المسلمون يستظلون فيه، وقد نام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، تحت شجرة وعلق سيفه بها، فإذا بأعرابي كافر يأتي فيأخذ السيف، فشعر به الرسول صلى الله عليه وسلم، واستيقظ من نومه، فقال الأعرابي”من يمنعك مني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الله” وإذا بالأعرابي يرتعد ويسقط السيف من يده، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عفا عن الأعرابي وتركه” وقد نزلت في هذه الحادثة قول الحق سبحانه وتعالى من سورة المائدة “يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم، وأتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون”

وقد روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رجلا من محارب يقال له غورث بن الحارث قال لقومه من بني غطفان ومحارب، ألا أقتل لكم محمدا؟ قالوا نعم، وكيف تقتله؟ قال أَفتك به، فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو جالس وسيفه في حجره، فقال يا محمد، انظر إلى سيفك هذا، قال نعم، فأخذه، فاستله، ثم جعل يهزّه ويهم به فيكبته الله عز وجل، ثم قال يا محمد، ألا تخافني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا، قال ألا تخافني وفي يدي السيف؟ فقال يمنعني الله منك، ثم أغمد السيف وردّه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله هذه الاية، ولقد كان لهذه الغزوة أثر في قذف الرعب في قلوب الأعراب ، فلم تجترئ القبائل من غطفان أن ترفع رأسها بعدها، بل استكانت حتى استسلمت، وأسلمت.

حتى شارك بعضها في فتح مكة وغزوة حنين، وساد الأمن والسلام ربوع المنطقة، وبدأ التمهيد لفتوح البلدان والممالك الكبيرة، لتبليغ الإسلام، وأما عن وقوع الغزوة خلال هذه المدة فهو أمر تقتضيه ظروف المدينة، فإن موسم غزوة بدر التي كان قد تواعد بها أبو سفيان حين انصرافه من أحد قد اقترب وإخلاء المدينة مع ترك البدو والأعراب على تمردهم وغطرستهم والخروج لمثل هذا اللقاء الرهيب لم يكن من مصالح سياسة الحروب قطعا، بل كان لابد من خضد شوكتهم وكف شرهم، قبل الخروج لمثل هذه الحرب الكبيرة، التي كانوا يتوقعوها في رحاب بدر، ولقد صلى النبى صلى الله عليه وسلم، في هذه الغزوة صلاة الخوف، ولقد كانت أول شرعية صلاة الخوف في غزوة عسفان.

ولا خلاف على أن غزوة عسفان كانت بعد الخندق، وكانت غزوة الخندق في أواخر السنة الخامسة، وغزوة الخندق وتسمى أيضا غزوة الأحزاب، وهي غزوة وقعت في شهر شوال من العام الخامس من الهجرة، بين المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، والأحزاب الذين هم مجموعة من القبائل العربية المختلفة التي اجتمعت لغزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين والدولة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى