مقال

الدكروري يكتب عن ملك عادل طاف العالم بجيشة

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت كتب الفقة الإسلامي وكتب التفاسير وقصص الأنبياء، في قول الله سبحانه وتعالى ” ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا” فإن ذو القرنين اسم شخص ورد في القرآن الكريم، كملك عادل وعبد صالح لله، قد بنى ردما يدفع به أذى يأجوج ومأجوج عن أحد الأقوام، ويحكي القرآن قصة ذي القرنين وأنه بدأ التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله، فاتجه غربا، حتى وصل منتهى الأرض المعروفة آنذاك، ويذكر القرآن أن ذا القرنين هو ملك مكن الله له في الأرض وآتاه الأسباب، وكان يفتح البلدان، حتى إذا اتجه إلى الغرب، وصل إلى مكان تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من وراءه حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه، وكان أهل هذه المنطقة كفارا، فخيره الله بين أن يعذبهم وبين أن يتركهم.

 

فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة، أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه، ولما وصل إلى مغرب الشمس كر راجعا، قاصدا مطلعها، متبعا للأسباب، فوصل إلى مطلع الشمس فوجدها تطلع على أناس ليس لهم ستر من الشمس، إما لعدم استعدادهم في المساكن، وذلك لزيادة همجيتهم وتوحشهم، وعدم تمدنهم، وإما لكون الشمس دائمة عندهم، لا تغرب عنهم غروبا يذكر، ثم ذهب متوجها من المشرق، قاصدا للشمال، فوصل إلى ما بين السدين، وهما سدان، كانا سلاسل جبال معروفين في ذلك الزمان، وجد من دون السدين قوما، لا يكادون يفقهون قولا لعجمة ألسنتهم، واستعجام أذهانهم وقلوبهم، فاشتكوا إليه ضرر يأجوج ومأجوج، وهما أمتان عظيمتان من بني آدم.

 

فلم يأخذ منهم أجرة، ولكن طلب منهم أن يعينونه بقوتهم، وطلب منهم أن يأتوه بالحديد والنحاس، وأمرهم أن ينفخوا في الحديد، واستعملوا لها المنافيخ لتشتد، فتذيب النحاس، فلما ذاب النحاس، الذي يريد أن يلصقه بين زبر الحديد فأفرغ عليه القطر، فاستحكم السد، فلم يستطع يأجوج ومأجوج أن يثقبوه، وقد قال بعض مفسري التوراة أنه يُحتمل أن يكون هو الإسكندر الأكبر، بينما ذكر الإسكندر في سفر المكابيين الأول لكن لم يتطرق الكتاب أبدا إلى محاولة الربط بينهما، جاء في سفر المكابيين الأول إن الإسكندر بن فيلبس المقدوني بعد خروجه من أرض كتيم وإيقاعه بدارا ملك فارس وماداي ملك مكانه وهو أول من ملك على اليونان، ثم أثار حروبا كثيرة وفتح حصونا متعددة وقتل ملوك الأرض.

 

واجتاز إلى اقاصي الأرض وسلب غنائم جمهور من الأمم فسكتت الأرض بين يديه فترفع في قلبه وتشامخ، وحشد جيشا قويا جدا واستولى على البلاد والأمم والسلاطين فكانوا يحملون إليه الجزية وبعد ذلك انطرح على فراشه وأحس من نفسه بالموت، فدعا عبيده الكبراء الذين نشأوا معه منذ الصباء فقسم مملكته بينهم في حياته، وكان ملك الاسكندر اثنتي عشرة سنة ومات، وكذلك ذكر كورش الكبير في العهد القديم، ووصفه سفر أشعياء براعي الرب وقال في الإصحاح “هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمما وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق، أنا أسير قدامك والهضاب أمهد أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف.

 

وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابي، لكي تعرف أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك، لقبتك وأنت لست تعرفني” لكن لم يتم التطرق أو الربط بينه وبين لوقرانائيم أو صاحب القرنين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى