القصة والأدب

الدكروري يكتب عن شيخ الحنابلة أبو السعادات منصور

الدكروري يكتب عن شيخ الحنابلة أبو السعادات منصور

الدكروري يكتب عن شيخ الحنابلة أبو السعادات منصور

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر الكثير عن الإمام البُهوتي وهو الشيخ العالم العلامة بقية المحققين وافتخار العلماء الراسخين، شيخ الحنابلة بمصر، وخاتمة علمائهم بها، أبو السعادات منصور بن يونس بن صلاح الدين بن حسن بن أحمد بن علي بن إدريس البهوتي الحنبلي المصري القاهري، والبهوتي نسبة إلى بُهوت وهي بلدة بمصر من الدقهلية، وهي إحدى قرى مركز نبروه بمحافظة الدقهلية، وولد منصور البهوتي سنة ألف هجرية، وكان ممن انتهى إليه الإفتاء والتدريس، وكان شيخا له مكارم دارة، وكان في كل ليلة جمعة يجعل ضيافة ويدعو جماعته من المقادسة، وإذا مرض أحد عاده وأخذه إلى بيته وقام بتمريضه إلى أن يشفى، وكانت الناس تأتيه بالصدقات فيفرقها على طلبة العلم في مجلسه ولا يأخذ منها شيئا.

 

وكان صارفا أوقاته في تحرير المسائل الفقهية، وقد رحل الناس إليه من الآفاق لأجل أخذ مذهب الإمام أحمد بن حنبل عنه، فرحل إليه الحنابلة من الديار الشامية، والنواحي النجدية، والأراضي المقدسية، والضواحي البعلية، وأخذ البُهوتي العلم عن جماعة من علماء عصره، منهم الإمام يحيى بن موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى ابن سالم الشهير بابن الحجاوي، المقدسي الأصل، الدمشقي المولد والمنشأ، ثم الصالحي ثم القاهري، المتوفى بالقاهرة،وعبد الله بن عبد الرحمن بن علي بن محمد الدنوشري الشافعي، اللغوي النحوي، خليفة الحكم بمصر، ومحمد بن أحمد المرداوي الحنبلي، نزيل مصر وشيخ الحنابلة في عصره بها، وكان أكثر أخذ الشيخ منصور عنه، والشيخ المسند عبدالرحمن بن يوسف بن علي.

 

الملقب بزين الدين بن القاضي جمال الدين ابن الشيخ نور الدين البهوتي الحنبلي المصري، خاتمة المعمرين، كان حيا سنة ألف وأربعين من الهجرة، وعاش نحوا من مائة وثلاثين سنة، والشهاب أحمد الوارثي الصديقي، وعلي الحلبي، ويوسف البهوتي، وكان من تلاميذه هو عبد القادر ابن محيي الدين المشهور بالدنوشري، ومرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف ابن أحمد الكرمي، وجمال الدين يوسف بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي بن إبراهيم بن رشد الشهير بالفتوحي، وعبد الله بن عبد الوهاب بن موسى بن عبد القادر بن مشرف الوهيبي التميمي وياسين بن علي بن أحمد بن أحمد بن محمد اللبدي الحنبلي، وغيرهم الكثير.

 

وللبهوتي عدد كبير من المؤلفات، منها كشاف القناع عن الإقناع، وهو شرح مشهور، وغالب تعويله فيه على معونة أولي النهى والمبدع، وأيضا حاشية على الإقناع، وهي من أهم كتب الحواشي في المذهب، حيث قال ابن بشر وأخبرني شيخنا الشيخ القاضي عثمان بن منصور الحنبلي الناصري قال أخبرني بعض مشايخي عن أشياخهم قالوا كل ما وضعه الحنابلة من الحواشي على أولئك المتون ليس عليه معوّل، إلا ما وضعه الشيخ منصور، لأنه هو المحقق لذلك، إلا حاشية الخلوتي لأن فيها فوائد، وأيضا الروض المربع شرح زاد المستقنع، وأيضا دقائق أولي النهى لشرح المنتهى، وأيضا إرشاد أولي النهى لدقائق المنتهى، وهو حاشية على المنتهى، وأيضا المنح الشافيات في شرح المفردات.

 

والمفردات نظم للشيخ عز الدين محمد بن علي بن عبد الرحمن المقدسي الصالحي، واسمه النظم المفيد الأحمد في مفردات الإمام أحمد، وعمدة الطالب لنيل المآرب، وإعلام الأعلام بقتال من انتهك حرمة البيت الحرام، ومنسك مختصر، وقال تلميذه وابن أخته الشيخ محمد بن أحمد الخلوتي أنه مرض من يوم الأحد، خامس شهر ربيع الثاني، ومات يوم الجمعة عاشره من سنة ألف وواحد وخمسين من الهجرة، وكانت ولادته على رأس الألف، فعمره إحدى وخمسون سنة، كسنة وفاته، رحمه الله ورفعه من الفردوس أعلى غرفاته، وذكر عامة من ترجم له أنه توفي سنة ألف وواحد وخمسين للهجرة، ما عدا ابن بشر فذكر أنه توفي سنة ألف واثنين وخمسين من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى