القصة والأدب

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب المستخرج على الإلزامات

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب المستخرج على الإلزامات

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب المستخرج على الإلزامات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام أبو ذر الهروي، وكان من مؤلفاته هو المستخرج على الإلزامات، ومسخرج على الصحيحين، وكتاب في السنّة والصفات، وكتاب الجامع، وكتاب الدعاء، وكتاب فضائل القرآن، وكتاب دلائل النبوة، وكتاب شهادة الزور، وكتاب فضائل مالك، وكتاب فضائل العيدين، وروى عنه بالإجازة أبو عمر بن عبد البر ، وأبو بكر الخطيب وأحمد بن عبد القادر اليوسفي وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن غلبون الخولاني المتوفى في سنة ثمان وخمسمائة، وعن أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري قال عبد بن أحمد السماك الحافظ صدوق تكلموا في رأيه، سمعت منه حديثا واحدا عن شيبان بن محمد الضبعي عن أبي خليفة، عن علي بن المديني حديث جابر بطوله في الحج.

 

قال لي اقرأه علي حتى تعتاد قراءة الحديث وهو أول حديث قرأته على الشيخ وناولته الجزء فقال لست على وضوء، فضعه، وقال أبو ذر سمعت الحديث من ابن خميرويه، قلت هو أقدم شيخ له، وقال ودخلت على أبي حاتم بن أبي الفضل قبل ذلك وسمعته يملي يقول حدثنا الحسين بن إدريس قال أبو بكر الخطيب قدم أبو ذر بغداد، وحدث بها وأنا غائب وخرج إلى مكة وجاور، ثم تزوج في العرب وأقام بالسروات فكان يحج كل عام ويحدث ثم يرجع إلى أهله وكان ثقة ضابطا دينا مات بمكة في شهر ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، وقال الأمين ابن الأكفاني حدثني أبو علي الحسين بن أبي حريصة، وقال بلغني أن أبا ذر مات سنة أربع بمكة، وكان على مذهب مالك ومذهب الأشعري.

 

قلت أخذ الكلام ورأي أبي الحسن عن القاضي أبي بكر بن الطيب وبث ذلك بمكة وحمله عنه المغاربة إلى المغرب والأندلس وقبل ذلك كانت علماء المغرب لا يدخلون في الكلام بل يتقنون الفقه أو الحديث أو العربية ولا يخوضون في المعقولات وعلى ذلك كان الأصيلي، وأبو الوليد بن الفرضي وأبو عمر الطلمنكي ومكي القيسي وأبو عمرو الداني وأبو عمر بن عبد البر، والعلماء، وقد مدح إسماعيل بن سعيد النحوي أبا ذر بقصيدة، وقال أبو الوليد الباجي في كتاب اختصار فرق الفقهاء، من تأليفه في ذكر القاضي ابن الباقلاني، لقد أخبرني الشيخ أبو ذر وكان يميل إلى مذهبه، فسألته من أين لك هذا ؟ قال إني كنت ماشيا ببغداد مع الحافظ الدارقطني، فلقينا أبا بكر بن الطيب، فالتزمه الشيخ أبو الحسن وقبل وجهه وعينيه.

 

فلما فارقناه، قلت له من هذا الذي صنعت به ما لم أعتقد أنك تصنعه وأنت إمام وقتك ؟ فقال هذا إمام المسلمين والذاب عن الدين هذا القاضي أبو بكر محمد بن الطيب، قال أبو ذر فمن ذلك الوقت تكررت إليه مع أبي، كل بلد دخلته من بلاد خراسان وغيرها لا يشار فيها إلى أحد من أهل السنة إلا من كان على مذهبه وطريقه، قلت هو الذي كان ببغداد يناظر عن السنة وطريقة الحديث بالجدل والبرهان وبالحضرة رءوس المعتزلة والرافضة والقدرية وألوان البدع، ولهم دولة وظهور بالدولة البويهية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى