القصة والأدب

الدكروري يكتب عن المتون الثلاثة والمبسوط

الدكروري يكتب عن المتون الثلاثة والمبسوط

الدكروري يكتب عن المتون الثلاثة والمبسوط

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن مصطلحات تتعلق بالكتب والمصنفات، ومنها كتاب المبسوط، ويُراد به عند الإطلاق مبسوط السرخسي، والمتون الثلاثة، ومرادهم بها متن مختصر القدوري، ومتن الوقاية، لتاج الشريعة المحبوبي، ومتن كنز الدقائق، لأبي البركات النسفي، وأيضا المتون الأربعة، ويقصدون بها عند الإطلاق الثلاثة السابقة، ومتن المختار،لأبي الفضل عبد الله بن محمود الموصلي، أو متن مجمع البحرين، لمظفر الدين أحمد بن علي البغدادي، ويعد المذهب الحنفي من أكثر المذاهب التي كتب لها الاستمرار وتلقتها الأمة بالقبول ويُسمى المذهب الحنفي مذهب أهل الرأي، وهو أقدم المذاهب الأربعة، وصاحبه هو الإمام أبو حنيفة النعمان.

 

وتتمثل أهمية هذا المذهب في أنه ليس مجرد أقوال الإمام أبي حنيفة وحده، ولكنه أقواله وأقوال أصحابه، التي كونت مدرسة الحنيفة، ويعتبر مذهب الأحناف من المذاهب التي كان لها فضل كبير على الفقه الإسلامي، من خلال تحرير مسائله، وترتيبها في أبواب ، حيث يعد الإمام أبو حنيفة أول من دون علم الشريعة ورتبه أبوابا، ثم تابعه مالك بن أنس في ترتيب الموطأ، ولم يسبق أبا حنيفة في ذلك أحد، لأن الصحابة والتابعين لم يضعوا في علم الشريعة أبوابا مبوبة، ولا كتبا مرتبة، وإنما كانوا يعتمدون على قوة حفظهم، فلما رأى أبو حنيفة العلم منتشرا، خاف عليه الخلف السوء أن يضيعوه، فدونه وجعله أبوابا مبوبة، وكتبا مرتبة، فبدأ بالطهارة ثم بالصلاة، ثم بسائر العبادات.

 

ثم المعاملات، ثم ختم الكتاب بالمواريث، وهو الأمر الذي اعتمده الفقهاء من بعده، ولقد مر المذهب الحنفي بثلاثة مراحل رئيسية تمثلت في دور النشوء والتكوين، ودور التوسع والنمو، ودور الاستقرار، وأما عن دور النشوء والتكوين، فإن دور النشوء وهو دور التأسيس ووضع قواعد المذهب وأصوله الفقهية على يد مؤسسه وتلاميذه المقربين ويشمل هذا الدور عصر الإمام وتلاميذه، ويبدأ من عام مائة وعشرون من الهجرة وذلك يوم أن جلس الإمام أبو حنيفة للإفتاء والتدريس بعد وفاة شيخه حمّاد بن أبي سليمان، وإن كانت جذور المذهب تمتد إلى ما قبل ذلك، وينتهي بوفاة آخر الأربعة الكبار من تلاميذه وهو الحسن بن زياد اللؤلؤي عام مائتان وأربعة من الهجرة.

 

وفي هذا الدور لم يؤثر أن الإمام أبا حنيفة ألف في الفقه، لأن التدوين في الفقه لم يكن معروفا في زمانه، وكل ما نقل إلينا بعد ذلك من مسائل الأصول كتبه تلاميذه نقلا عنه وقد نقل إلينا أصحاب أبي حنيفة فقهه وجمعوا الآراء التي كان يقولها في مجلس تدريسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى