خواطر وأشعار

الله اعلم بصدقها بس حاجه روعه وجمال مافيش بعد كده  مشكله 

جريدة الاضواء

الله اعلم بصدقها بس حاجه روعه وجمال مافيش بعد كده 

مشكله 

👇

 

كنت مخطوبة وفي يوم وأنا بكلمه في الموبايل فجأة لقاني بصرخ بأعلى صوتي.

 

مكنش فاهم في إيه؟

والصراخ متواصل ومش قادرة من كتر الألم، ودني فيها نار وكأن حد بيخرم فيها بشنيور حاسة أعلى أصوات العالم كلها اتجمعت في ودني، أهلي كانوا بره البيت، فضلت على الحال ده ربع ساعة، وهو من كتر ما مش طايق صريخي قفل ورن تاني.

 

حاولت أحط ايدي عليها مقدرتش، فضل الألم يخف شوية شوية وأنا قاعدة بقول يارب ارحمني مش طايقة خلاص. ولما هديت وكلمته سألني فقولتله ” ودني وجعاني أوي ”

قعد يزعق ويقولي إنتي تافهة؟ أنا اتخضيت، فكرتك شوفتي عفريت والله شكلك بتهزري يابسمة وقفل في وشي.

بس أنا مكنتش بتدلع؟ فعلاً الألم كان صعب.

 

حاولت أنام بصعوبة، طول الليل أمي سهرانة بيا ولما شافت حالتي بقت تطبطب عليا وتقولي ” معلش استحملي للصبح بس ”

 

روحنا للدكتور وطلع عندي ثُقب في طبلة الأذن، ولازم أشعة عشان يعرف حجمه ويحاول يتعامل بعد كدا.

كرهت خطيبي لما استهون بوجعي، سيبته، مكنتش قادرة أكمل، مش هيبقى فيا وجع وكمان معايا شخص مش مقدر اللي أنا فيه، بقيت أروح الشغل وكل الأصوات بتدخل ودني زي المسامير صوت العربيات والناس، والصداع رهيب!

خلصت شغلي بطلوع الروح، وقفت في الشارع عشان أركب أتوبيس لاقيت ودني بتجيب دم، والدنيا بتلف بيا، بقيت أتمنى الموت من كتر الوجع، مقدرتش أستحمل ولاقيت رجلي خانتني وأغمى عليا، الناس شالتني وودتني للدكتور بس مكنش نفس اللي روحتله، فاتصلت على بابا جه خدني وروحت للدكتور اللي متابعة معاه، ولما شاف الأشعة قالي:

” الثقب بيكبر وحقيقي مش عارف أقولك إيه غير سيبيها على الله، وبعد يومين هعملك عملية، لكن تكلفتها غالية ”

 

طيب وأبويا هيجيب الفلوس دي منين؟ ده يادوب بيصرف علينا بالعافية، لاقيت بابا طبطب عليا ولما خرجنا من أوضة الدكتور دوخت، فقعدني على كرسي في طرقة المستشفى وراح يجيبلي عصير .. سندت راسي على الحيط وبعدين الألم رجع أسود من الأول، مسكت في الكرسي جامد وبضغط على سناني ودقيقة وهقوم أخبط راسي في الحيط.

 

فلاقيت دكتور جه قعد جنبي ومسك ايدي وقالي ” إزاي تجرحي إيدك كدا؟ ”

حتى مخدتش بالي إن قبضتي على الكرسي جرحتني من شدتها؟ فبصيتله وحكيتله وكان ساعتها لف على ايدي شاش.

فلاقيته طلع ورقة حطها جنبي وسابني ومشى ومتكلمش معايا في شئ، وكان محتوى الورقة.

” عليكِ بقيام الليل ” ♥.

 

منكرش إني بصيت للورقة بعدم إهتمام وضحكة ساذجة في الأول بس لما روَّحت والألم زاد وكان تحديدًا بيزيد بليل.

قومت ولأول مرة في حياتي بصلي قيام!

 

اتوضيت وغسلت ودن واحدة والتانية مسحتها من بعيد.

حتى خوفت أقرَّب منها المية! طيب ما كانت سليمة ليه كنت بتساهل في العبادة؟

فردت سجادة الصلاة وانهارت في العياط، بقيت بشهق من شدَّة الحُرقة والدموع، وقتها قعدت أكرر في الدعاء ده :

” اللهم إني اسألك باسمك العظيم ونور وجهك الكريم وعفوك الجميل أن تشفيني ومرضى المسلمين ”

 

محسيتش بالوقت، لاقيتني خدت ساعة كاملة في القيام بعد ما كنت بصلي الفروض في دقايق!

 

وقتها عاهدت نفسي إني هحافظ على القيام سواء صحيت أو لا وكفاية إني جربت لذَّة القُرب ♥.

 

جه ميعاد آخر كشف قبل العملية، كنت عاملة إشاعات جديدة عشان يحددوا حال الثقب وبناءًا على ده يعلموها.

وكان استدعى الدكتور اللي أداني ورقة قيام الليل وفجأة لاقيت الدكتور عيونه بتدمع وبيقولي ” إنتي عملتي العملية فين؟ مين الدكتور الماهر اللي عملها بالدَّقة دي؟ ”

فـ تنحت وبصيت لبابا بعدم فهم وقولت ” معملتش العملية ”

فقالي ” إزاااااااي ده يحصل؟ الثقب أختفى ”

 

ساعتها بصيت للدكتور وقولتله ” ربنا هو أمهر طبيب وأحن مُعالج وأرحم مُداوي والفضل كله لقيام الليل ” ♥.

فالدكتور خلع النضارة وبص لصاحبه وقاله:

” إمبارح كنت بقولك محتار أخطب مين؟ ودلوقتي لاقيتها ”

 

وقرَّب من بابا وطلب إيدي، محسيتش الموضوع مُبهر ولا إني كسبت راجل محترم قد ما حسيت إني كسبت نفسي “.

 

من ذاقَ لذَّة الخشوع في قيام الليل ذاب قلبه في قناطر من الراحة النفسيَّة! ♥.

تحياتي

د. هدى عبده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى