غير مصنف

الدكروري يكتب عن أهمية ومكانة الأسرة

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كانت الأمة قبل رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم في سبات عميق، وكانت في غفلة عظيمة، فبعثه الله سبحانه وتعالى على حين فترة من المرسلين وانقطاع من النبيين، فأقام الله عز وجل به الميزان، وحطم به الأوثان، وكسر به الصلبان، وأقام به العبادة للواحد الديان، أنزل عليه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فهو صلي الله عليه وسلم قدوتنا وأسوتنا، معلمنا ومربينا، قائدنا وهادينا، الذي رفع الله به شأننا، وأعلى به ذكرنا، فمن نحن لولاه؟ ومن نكون إذا ما اهتدينا بهداه؟ صلى الله عليه وسلم، فلا يوفيه حقه الكلام، ولا تنصفه الألسن ولا الأقلام، إذا تحدثنا عن غيره عصرنا الذكريات، وأما إذا تحدثنا عنه صلى الله عليه وسلم فإن الفؤاد يجيش بكل خاطر عاطر.

وإن الذكريات تتدفق في القلب نهرا معينا صافيا يتذكر الإنسان أحواله، ويتذكر الواحد أخباره، فلا يدري عن ماذا يتحدث، ولا يدري عن ماذا يتكلم، فإذا ذكر صلى الله عليه وسلم نسيت النفوس همومها، وأغفلت الأرواح غمومها، وتظهر أهمية الأسرة ومكانتها العظيمة من خلال تلبية الأسرة لحاجتها الفطرية، وضروراتها البشرية، والتي تكون موافقة لطبيعة الحياة الإنسانية مثل إشباع الرغبة الفطرية، وهي الميل الغريزي في أن يكون له ذرية ونسل، وإشباع حاجة الرجل إلى المرأة وعكسها، وإشباع الحاجات الجسمية، والمطالب النفسية، والروحية والعاطفية، وأيضا تحقيق معانى اجتماعية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الأسرة مثل حفظ الأنساب، والمحافظة على المجتمع سليما من الآفات. 

والأمراض النفسية والجسمية، وتحقيق معنى التكافل الاجتماعي، ويغرس الإسلام الفضائل الخُلقية والخلال الحميدة في الفرد والمجتمع، وذلك من خلال ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة لذا أسس الأسرة واعتنى بها حتى تنشأ نشأة قوية متماسكة إذ يقوم بناء الأسرة في القرآن الكريم على أسس ثابتة، أهمها هو أن أصل الخلق واحد، وأن الرجل والمرأة من منشأ واحد، حيث قال الله تعالى فى سورة النساء “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا” وقال سبحانه وتعالى فى سورة الأنعام ” وهو الذى أنشأكم من نفس واحده فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون” 

وتقوم الأسرة على تحقيق المودة والرحمة لإقامة المجتمع والأفراد المتماسكين ذوي الفضل، ففي الأسرة يجد الأولاد الراحة الحقيقية، وينعمون بالرحمة والمودة منذ الصغر في ظل الوالدين مما يؤدي هذا إلى لين جانب الأولاد، والتواضع لهما بتذلل وخضوع، والدعاء لهما بالرحمة لإحسانهما في تربيتهم في الصغر، وتقوم الأسرة على العدالة والمساواة، لكل فرد من أفرادها بما له من حقوق، وما عليه من واجبات، وإنه ينغي أن يتوفر في الأسرة خلق العدالة والمساواة بحسن العشرة وترك الضرار بين الزوجين، وكذلك إقامة العدل والمساواة بين الأولاد، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر قال أعطاني أبي عطية، فقالت عمرة بنت رواحة لا أرضى. 

حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية، فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله” قال “أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟” قال لا، قال صلى الله عليه وسلم “فاتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم” قال فرجع فرد عطيته، رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى