غير مصنف

الدكروري يكتب عن القدوة في تحقيق الهدف

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن خير قدوة في تحقيق الهدف الاجتماعي من تكوين الأسرة المسلمة هو الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقد تزوج بالسيدة عائشةَ بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وتزوج بحفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وبهذا ارتبط بصاحبيه الكبيرين برابط المصاهرة، فعزز الأخوة الإسلامية لهما في الله بالمصاهرة، وأيضا زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية لعثمان رضي الله عنه فلما توفيت عقد له على شقيقتها أم كلثوم، وزوّج ابنته فاطمة رضي الله عنها لابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما أنه يمكن من خلال تحقيق الهدف الاجتماعي تكثير الأمة حتى تواجه الخطوب بسواعد قوية، وقوى عاملة تستثمر خيرات الأرض بكثرة قاهرة، وعقول جبارة. 

والوقوف بجانب بعضهم البعض في مساعدة إخواننا المسلمين، والأسرة لها أثر عظيم في نهضة الأمة، ورفع مستواها الاقتصادي نتيجة لتوفير الأيدي العاملة اللازمة لاستصلاح الأراضي، واستثمار الموارد، واستخراج الثروات الطبيعية برا وبحرا، وكل هذا يؤدي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي لما تحتاجه الأمة من مواد زراعية وصناعية، ومن ثم تقوم الأمة بتصدير ما يفيض لديها من موارد، وتقوم بحماية نفسها من سيطرة الأعداء، ولا يتم هذا إلا بالأيدي العاملة، والعقول المفكرة، والجماعات المتعاضدة، لذا رغب الإسلام في التناكح والتناسل وكثرة الأمة، وحث عليه، ونهى عن الخصاء، وهجر النساء تبتلا، والأحسن والأولى أن يتزوج الولود الودود، فعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال. 

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال “إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال، وإنها لا تلد، أفأتزوجها؟ قال “لا ” ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة، فقال صلى الله عليه وسلم ” تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم” فمن الزواج يتحقق الهدف الاقتصادي الذي نريده للأسرة، فإذا كانت الزوجة ذات صنعة، فإنها تعين زوجها من دخل هذه الصنعة، وعن السيدة أم سلمة رضي الله عنه قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة، فقالت زينب امرأة عبدالله “أيجزيني من الصدقة أن أتصدق على زوجي وهو فقير، وبني أخ لي أيتام، وأنا أنفق عليهم هكذا وهكذا، وعلى كل حال؟ قال صلى الله عليه وسلم “نعم” قال وكانت صناع اليدين” رواه ابن ماجه، وإن من أهداف تكوين الأسرة هو الهدف الاقتصادي.

والذي له قيمة في حياة الأفراد، وله فاعلية في كيان الأمة الإسلامية، ومن حياة الأفراد نجد أثر عدم تكوين الأسرة في متابعة حياة العزّاب، فهم في حالة فوضى من العيش، والفقر الذي يلازم البعض منهم لما تتطلب حياة العزوبية من تكاليف مضاعفة من المال في كل شيء من مأكل، ومشرب، أو ملبس، أو مسكن، أو غير ذلك من أبواب المعيشة، ولقد أمر الإسلام بالنكاح لما فيه من الوعد بالغنى لمن يتزوج، حيث قال الله تعالى فى سورة النور ” وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى