القصة والأدب

الدكروري يكتب عن المقام المحمود

الدكروري يكتب عن المقام المحمود

الدكروري يكتب عن المقام المحمود

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الشفاعة العظمى هي المقام المحمود الذي يذهب فيه الأولون والآخرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشفع لهم عند ربهم، فقال ابن كثير في تفسيره لقول الله تعالى كما جاء فى سورة الإسراء ” عسى أن يبعثك ربك مقما محمودا ” وقال ابن عباس رضى الله عنهما هذا المقام المحمود مقام الشفاعة، وكذا قال ابن أبي نجيح عن مجاهد، وقالها لحسن البصرى، وقال قتادة هو أول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وكان أهل العلم يرون أنه المقام المحمود الذي قال الله تعالى” عسى أن يبعثك ربك مقما محمودا ” قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما تشريفات يوم القيامة لا يشركه فيها أحد، وتشريفات لا يساويه فيها أحد، فهو أول من تنشق عنه الأرض، ويبعث راكبا إلى المحشر، وله اللواء الذي آدم فمن دونه تحت لوائه.

 

وله الحوض الذي ليس في الموقف أكثر واردا منه، وله الشفاعة العظمى عند الله ليأتي لفصل القضاء بين الخلائق، وذلك بعدما يسأل الناس آدم ثم نوحا، ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى، فكل يقول “لست لها” حتى يأتوا إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فيقول “أنا لها، أنا لها” وقال الطبري ” لعل ربك أن يبعثك يوم القيامة مقاما” تقوم فيه محمودا تغبط فيه، ثم اختلف أهل التأويل في معنى ذلك المقام المحمود، فقال أكثر العلم، ذلك هو المقام الذي هو يقومه يوم القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم” فحين يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، وتدنو منهم الشمس، في يوم مقداره خمسين ألف سنة، ويبلغ الغم والكرب منهم ما لا طاقة لهم به، يُكلم بعضهم بعضا.

 

في طلب من يكرم على الله عز وجل ويشفع لهم عند ربهم، فلم يذهبوا لنبي إلا قال نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري، حتى ينتهوا إلى نبينا ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع لهم، ويُقال له ” يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعطى، واشفع تشفع” وإن شفاعة نبينا ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من خصائصه، ومن آيات فضله وكرامته، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلى، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لى الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتى أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لى المغانم ولم تحل لأحد قبلى، وأعطيت الشفاعة” وكان النبى صلى الله عليه وسلم يبعث إلى قومه خاصه وبعثت إلى الناس عامه ” رواه البخارى.

 

ولقد كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم سيدا للمتواضعين، وإماما للعافين، ولقد دانت البلاد كلها لدعوته، ووقف أكثر ملوك الأرض أمام رسائله التي دعاهم بها إلى الإسلام، وجلين ضارعين، فما استطاعت ذرة من زهو وكبر أن تمر به بل كان يمشي صلى الله عليه وسلم مع الأرملة والمسكين والعبد، حتى يقضي حاجته، بل كان من تواضعه ، أنه حرم نفسه رؤية النصر الذي أفنى في سبيله حياته فقد سار صلى الله عليه وسلم في موكب النصر يوم الفتح، مطأطئا رأسه، حتى تعذر على الناسِ رؤية وجهه الأزهر، مرددا بينه وبين نفسه ابتهالات الشكر المبللة بالدموع، في حياء وتواضع لربه العلي الكبير، حتى وصل الكعبة، وأعمل في الأصنام معوله وهو صلى الله عليه وسلم يقول ” جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى