الدكروري يكتب عن أمير المؤمنين في الحديث
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام شعبة بن الحجاج هو أبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد، وكان من صفاته التي اشتهر بها هو علمه بالحديث، حيث قال فيه سفيان الثوري “شعبة أمير المؤمنين في الحديث” وقال ابن أبي حاتم “يعني فوق العلماء في زمانه” وقال فيه أحمد بن حنبل فيه ” لم يكن في زمن شعبة مثله في الحديث، ولا أحسن حديثا منه، قسم له من هذا حظ” وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه “كان شُعبة أمة وحده في هذا الشأن، أي في الرجال وبصره بالحديث وتثبته وتنقيه للرجال” وقال الشافعي فيه “لولا شُعبة ما عُرف الحديث بالعراق” وقال حماد بن زيد ” ما أبالي من خالفني إذا وافقني شُعبة، إذا خالفني شُعبة في شيء تركته” وروى عنه أيوب السختياني.
والأعمش ومحمد بن إسحاق وإبراهيم بن سعد وسفيان الثوري وشريك بن عبد الله بن أبي نمر وسفيان بن عيينة وغيرهم، كان شعبة لا يروي في الغالب إلا عن ثقة فمن شروطه عمن يحدث، سأله عبد الرحمن بن مهدي متى يترك حديث الرجل؟ فقال إذا حدث عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون، وإذا أكثر من الغلط، وإذا اتهم بالكذب، وإذا روى حديثا غلطا مجتمعا عليه فلم يتهم نفسه فيتركه طُرح حديثه، وما كان غير ذلك فارووا عنه، وقد كان يرد حديث من يلعب بالشطرنج ويلهو بآلات الطرب، وغير ذلك، فجاء في سير أعلام النبلاء قال شعبة “رأيت ناجية الذي يروي عنه أبو إسحاق، يلعب بالشطرنج، فتركته، فلم أكتب عنه” ولا يحمل عن شيوخه إلا ما صرحوا فيه بالتحديث.
فقد كان يعتمد على السماع المباشر من الشيخ، وفي ذلك قال “كل حديث ليس فيه أنا وثنا فهو خل وبقل” وقال كنت انظر إلى فم قتادة، فإذا قال سمعت أو حدثنا، كتبت، وإذا قال حدث، لم أكتب” وقيل أنه ممن روى عنهم من التابعين، أنه قد سمع من ربعمائة من التابعين، أشهرهم هو أبو محمد الحكم بن عتيبة الكندي، وقتادة بن دعامة السدوسي البصري، وأنس بن سيرين الأنصاري، وعمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق الجملي، سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وأيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري، وسليمان بن مهران الأسدي الكوفي الأعمش، وقد تفرد دون غيره بالرواية عن محمد بن ذكوان جزري، ومحمد بن عبد الجبار، ومحمد بن النعمان الكوفي.
ومحمد بن أبي عائشة، وعبد الله بن أبي رائطة، ونصر بن عبد الله ن هانئ، وعبد الحميد بن واصل البصري، وعبد الرحمن بن العداء، وعبد الواحد بن المالكي، وعبد الأكرم وهو يقال اسمه عبد الأكبر، وإبراهيم بن أخي جرير البجلي كوفي، وسليمان العطار بصري، وسليمان بن أبي سليمان عن أنس، وموسى مولى بن عامر، وموسى السبلاني بصري، وموسى أبو سعدة بصري، ويحيى بن عبد الحميد، وعلي أبو الحسن اللحام واسطي، وغيرهم الكثير.
