القصة والأدب

الدكروري يكتب عن ثبوت الإيمان بالقلب

الدكروري يكتب عن ثبوت الإيمان بالقلب

الدكروري يكتب عن ثبوت الإيمان بالقلب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن المتأمل في السيرة النبوية الشريفة يجد صورا كثيرة يظهر من خلالها مدى رحمة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأمته، وشفقته بها، وحرصه الشديد على أن تكون في ظل الرحمن وجنته يوم القيامة، وإن كون العوض على الصبر مؤجل في الآخرة لا يرى الآن فإنه يكاد يهلك العبد إلا إذا أنقذه الله تعالى، فوالله لولا أن يسعد عبده بتوفيقه، لما ثبت الإيمان يوما بقلبه على هذه العلات والأمر أعظم ومن الفتن ما يفتن الله بعض المسلمين بالكافرين عندما يرون الكافرين في موقع القوة ويرون إخوانهم المؤمنين في موقع الضعف يرون المسلمين مقهورين مغلوبين ويرون الكفرة مستعلين أقوياء غالبين قاهرين منتصرين في الدنيا فيكون هذا فتنة لبعض المسلمين فتتحيرر عقولهم وتضطرب ألبابهم.

 

فلنعود إلى القرآن والسنة، ولنستهدي بهدي الله الذي أرسل به محمدا عليه الصلاة والسلام، فإن كل قلب ملعون إلا قلب أشرقت عليه شمس الرسالة، وكل أرض مغضوب عليها إلا أرض هيمن عليها هذا الدين، ومن اعتقد أنه سوف يهتدي بهدي غير هدي الله الذي أرسل به محمدا عليه الصلاة والسلام، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فإن الله سبحانه قد وعد أهل الهدى والعمل الصالح بالنعيم التام في الآخرة، فقال تعالى فى سورة الإنفطار ” إن الأبرار لفى نعيم” وتوعد أهل الضلال والفجور بالشقاء في الآخرة، فقال تعالى ” وإن الفجار لفى جحيم” وقد يسمع الإنسان، ويرى ما يصيب كثيرا من أهل الدنيا من المصائب، وما ينال كثيرا من الكفار، والفجار الظلمة في الدنيا من الرئاسة والمال عندهم الهيمنة.

 

وعندهم الاختراعات، وعندهم فائض المال ونحوه، حتى إنهم ربما رموا بعض محاصيلهم في البحار كي لا ترخص أسعارها فيعتقد المسلم في بادئ الأمر أن النعيم في الدنيا لا يكون إلا للكفار والفجار، وأن المؤمنين حظهم من الدنيا قليل وكذلك قد يعتقد أن العزة والنصرة في الدنيا تستقر للكفار والمنافقين والظالمين فإذا سمع قول الله عز وجل ” ولله العزة ولرسوله والمؤمنين” وقوله تعالى ” وإن جندنا لهم الغالبون” وفوله تعالى ” كتب الله لأغلبن أنا ورسلى ” وقوله تعالى ” والعاقبة للمتقين” وغيرها قال إن هذه تجعل للمؤمنين في الآخرة، وأما في الدنيا فلا سبيل للمؤمنين إليها فهي للكفار الغلبة والعلو، ويتأكد هذا الظن إذا قامت دولة الأعداء من الكفار والمنافقين الظالمين، فيرى بعض المسلمين أن صاحب الباطل.

 

قد علا صاحب الحق، فيقول أنا على الحق وأنا مغلوب فصاحب الحق في هذا الدنيا مغلوب مقهور فإذا ذكرته بوعد الله للمتقين من حسن العاقبة قال هذا في الآخرة فقط، ويعتقد كثير من المسلمين أن الله عز وجل لا يؤيد أصحاب الدين في الدنيا ولا ينصرهم في الدنيا وإنما كل النصر في الآخرة وكل المجازات في الآخرة وكل العوض في الآخرة، وأن الله لا يجعل العاقبة للمسلمين في الدنيا أبدا هذا الظن يأتي الآن تحت مطارق ما يحدث من الأحداث الملمة التي فيها إذلال للمسلمين وعزة للكافرين في الظاهر بل يظنون أن صاحب الحق لا بد أن يعيش عمره مظلوما مقهورا مغلوبا مع أنه يقوم بأمر الله ويأتمر بأمره، ويترك النواهي التي نهي عنها، فلا إله إلا الله كم فسد بهذا الاغترار من الناس، وكم ضاعت تصورات صحيحة للدين بسبب ذلك؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى