مقال

الرسول مع الحجر الأسود

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الرسول مع الحجر الأسود
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد عقدت قريش العزم على تجديد بناء الكعبة لحمايتها من الهدم بسبب السيول، واشترطوا بناءها من الأموال الطيبة التي لم يدخلها أي نوع من الربا أو الظلم، وتجرأ الوليد بن المغيرة على الهدم، ثم شرعوا بالبناء شيئا فشيئا إلى أن وصلوا إلى موضع الحجر الأسود، إذ وقع الخلاف بينهم في من سيضعه في موضعه، وتراضوا على قبول حكم أول داخل عليهم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وأشار عليهم بأن يضع الحجر الأسود على ثوب تحمله كل قبيلة من طرف ليضعه في مكانه، وقبلوا بحكمه دون خلاف، وبذلك كان رأي الرسول صلى الله عليه وسلم عاملا في عدم تنازع قبائل قريش وعدم خلافها فيما بينها، وأنه لما تم صلح الحديبية بين المسلمين وقريش ونصوا في بنودها أن يرجع المسلمون هذا العام.

بلا أداء العمرة ويعودوا في العام القادم، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن ينحروا الهدي ويتحللوا من إحرامهم فقال صلى الله عليه وسلم “قوموا فانحروا ثم احلقوا” فتكاسل الصحابة حيث إن الشروط كانت جائرة على المسلمين، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على السيدة أم سلمة مغضبا، وأخبرها بتخلف الناس عن أمره، فأشارت عليه صلى الله عليه وسلم بأن يُسرع في التنفيذ أمامهم، فقام صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه، ونحر هديه، وتسابق الصحابة في التطبيق حتى كاد بعضهم يقتل بعضا من شدة الزحام، وإن من الصحابة الكرام هو الصحابي الذي هو خال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذى قال له النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يوم أحد ” فداك أبي وأمي ”

إنه هو سعد بن أبي وقاص الزهري رضي الله عنه وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وإن من الصحابة هو الصحابى أنس وهو خادمه الذي ناداه صلى الله عليه وسلم بقوله ” يا ذا الأذنين ” فهو أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه، وإن من الصحابة الكرام، هو الصحابي الذي قال له صلى الله عليه وسلم ” ربح البيع أبا يحيى ” فهو صهيب بن سنان الرومي وهو الذي نزل فيه قول الله تعالى فى سورة البقرة ” ومن الناس من يشرى نفسه إبتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد ” وذلك أنه لما خرج مهاجرا تبعه أهل مكة فنثل كنانته فأخرج منها أربعين سهما فقال، لا تصلوا إلى حتى أضع في كل رجل منكم سهما، ثم أصير بعد إلى السيف فتعلمون أني رجل، وقد خلفت بمكة قينتين فهما لكم.

فلما رآه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” أبا يحيى ربح البيع ” وتلا عليه الآية الكريمة رواه الحاكم، وإن الصحابة هو مصطلح تاريخي يطلق على من آمن بدعوة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد رآه ومات على ذلك الإيمان، والصحبة في اللغة هي الملازمة والمرافقة والمعاشرة، ولقد رافق الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى