مقال

هطلع دينك

جريدة الاضواء

هطلع دينك
كتب: اشرف محمد جمعه

اعلم تماما ان العنوان صادم الى حد كبير، ولكنه للأسف لسان حال الواقع فعندما كنت صغيرا واسمع هذه الجملة يقولها احدهم متوعدا الاخر كثيرا ما كنت اشعر بالفزع والاستياء.

وتساؤلات تلاحق افكاري كيف يتجرأ هؤلاء على الله، معتقدا ان اولئك القوم يسبون الدين والعياذ بالله، ولكن عندما كبرنا ودخلنا دوامة الحياه العملية، او كما يقولون المفرمة.

ترسخ في ذهني تفسير اخر لمعنى هذه الجملة، والمقصود منها انه يتوعده بممارسه اكبر قدر من القهر والضغوط بكل صوره عليه ، حتى يصل معه الى مرحله خروجه من عقيدته ، وبلا شك هو امر شرير وسيء.

وهذا يتوافق مع رؤيه الكثيرين منا عند الحديث عن السياسة والمقارنة ما بين ايران واسرائيل فيقول احدهم مازحا ان ايران تريد تغيير ديننا اما اسرائيل ” فهي عاوزه تطلع …….”

وهذا عاده ما يرجع الى ان اكثر شيء يحرص عليه الانسان في حياته الحفاظ على عقيدته ، ونجد التحذير من ان رد الفعل امام تصرف الشخص الوصول به الى ما يجعله يخسر تلك القيمة الكبرى.

والتي طالما حرص عليها الكثيرمن الاقدمين على بقائها وضحوا بحياتهم واموالهم وكل ما يملكون حتى تبقى هذه العقيدة، حيه وباقيه اذا عليه ان يراجع نفسه فلا يخسر كل ذلك.

ولكن السؤال هل نحن الان كذلك ؟ اي اننا متمسكون بالحفاظ على هذه القيمة، ام اننا نستخدم هذا الوعيد على انه هجوم واستخفاف بالدين وتلك مسأله خطيره .

لأنها لو كانت كذلك لأصبح المنحنى للأسفل، والذي قد يؤدي بنا الى مجالات تبعدنا عن الدين ،.وبالتدريج تصبح علاقتنا بالدين الخانة الموجودة في البطاقة الشخصية او الاسم فقط لا غير.

وبعد ذلك تبقى حياتنا تديرها الافكار العلمانية، وان الدين داخل دور العبادة فقط،. ولا تكتب منشور مثلا تقول فيه هل صليت اليوم على النبي ” صلى الله عليه وسلم ” او تدخل صيدليه فتجد الصيدلي يمسك مصحفا ونجد احد الخبثاء وعبيد العلمانية، يطالبه بعدم فتح المصحف بالصيدلية والاولى له فتح مرجع علمي او كتاب عن الأدوية او ما شابه ذلك .

يا ساده اننا نواجه حربا على الدين حتى على مستوى البسطاء ، ويساهمون فيها وهم لا يدرون ، اننا في هذه الحالة احد ادوات هذه الحرب على عقيدتنا السمحة ، انها حرب شريرة ولم تتوقف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى