القصة والأدب

الدكروري يكتب عن المسؤول الأول عن التربية

الدكروري يكتب عن المسؤول الأول عن التربية

الدكروري يكتب عن المسؤول الأول عن التربية

بقلم / محمـــد الدكـــرور

لقد حث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج، لِما فيه من تحصين لفروجهم، وتطهير لقلوبهم، ودرء للفتن، وما قد يعرض للمرء، واعلموا عباد الله أن أي انتكاسة تصيب الأسرة لا قدر الله، فإن أثرها عظيم وبلاؤها جسيم، وجرحُها قد لا يندمل، وإن الأسرة المسلمة هى المسؤول الأول عن التربية فكل الوسائل ومدارس التربية وغيرها تشارك في قضية تربية الأجيال والشباب، شئنا هذا أم أبينا، لكن الحق وكل الحق، أن الأسرة المسلمة والبيت المسلم، هو القاعدة الأساس، والعمود الأوحد في هذه القضية كلها، مهما تعددت مدارس التربية، لماذا؟ لأن هذه الوسائل مهما كثر خطرها، وامتد ضررها، فبالإمكان تضييق الخناق عليها، ورد الباطل منها، وإضعاف تأثيرها.

 

وبالإمكان إبعادها من حياتنا والاستغناء عنها إلى مرحلة تربوية صحيحة، تغرس فيها القيم، وتعلم فيها أصول الإسلام وعقائده، ثم الأهم من ذلك كله أن الله تعالى في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بيّن لنا أن الأسرة هي أصل التربية للأجيال وعمودها، فقال تعالى ” قو أنفسكم وأهليكم نارا” وقال العلامة ابن سعدى رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية “أى يا مَن منّ الله عليهم بالإيمان، قوموا بلوازمه وشروطه فمعنى قو أنفسكم وأهليكم نارا، هى موصوفة بهذه الأوصاف الفظيعة، ووقاية الأنفس بإلزامها أمر الله، والقيام بأمره امتثالا، ونهيه اجتنابا، والتوبة عمّا يسخط الله ويوجب العذاب، ووقاية الأهل والأولاد، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله.

 

فلا يسلم العبد إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه، وفيما يدخل تحت ولايته من الزوجات والأولاد، وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرفه، فاحذروا من نار جهنم وحرها، فهى نارا عظيمة تتوقد بالناس وبالحجارة، كما يتوقد غيرها بالحطب، والمعنى المطلوب هو قوا أنفسكم وأهليكم بالأدب الصالح من النار في الآخرة، وقال قتادة، ومجاهد، قوا أنفسكم بأفعالكم، وقوا أهليكم بوصيتكم، وكما جاء في الحديث أن تعليم العقيدة وغرسها أصلها الأسرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه كان يحدث قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه، أو ينصّرانه، أو يمجّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه.

 

” فطرت الله التى فطر الناس عليها” وكما جاء أيضا أن الرجل والمرأة في الأسرة مسؤولان عن تبعة التربية والتنشئة للأولاد، فعن عبدالله بن عمر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا كلُّكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذى على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” رواه البخارى ومسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى