القصة والأدب

الدكروري يكتب عن معاملة الرسول الحكيمة

الدكروري يكتب عن معاملة الرسول الحكيمة

الدكروري يكتب عن معاملة الرسول الحكيمة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يتعامل مع الشباب بكل حكمة وعقل، فنجده صلي الله عليه وسلم مع المراهقين ومع الشباب بصفة عامة، نجده يحدد لنا قواعد في التعامل معهم، فتركة صلي الله عليه وسلم يعبر عما بداخله وما يشعر به، وساعده صلي الله عليه وسلم في تكوين شخصيته، ولم ينهره إذ لم يكن يعلم أنها معصية، فقد جاءه غلام شاب إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إيذن لي في الزنا، فصاح به الناس وقالوا مه، فلم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجابهتهم له، بل دنا منه وأقبل عليه يحاوره بهدوء وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم له ” أتحب الزنا لأمك؟” أجاب الغلام لا، فقال صلى الله عليه وسلم ” وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لأختك؟” قال لا،

 

فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم “وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم، أتحبه لابنتك؟” قال لا، قال صلى الله عليه وسلم ” وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، فاكره لهم ما تكره لنفسك وأحب لهم ما تحب لنفسك” ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدر الغلام الشاب ودعا له قائلا “اللهم كفّر ذنبه وطهر قلبه وحصّن فرجه ” ولقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم سمحا لينا بشوشا عطوفا، ومن ذلك هو سماحته وتسامحه صلى الله عليه وسلم مع المشركين، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قيل يا رسول الله، ادعو على المشركين قال صلى الله عليه وسلم “إنى لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة” وأيضا قال العلماء، وافقهم النبي صلى الله عليه وسلم في ترك كتابة “بسم الله الرحمن الرحيم” فى صلح الحديبية.

 

وأنه كتب “باسمك اللهم” وكذا وافقهم في “محمد بن عبد الله” وترك كتابة “رسول الله” صلى الله عليه وسلم، وكذا وافقهم في “رد من جاء منهم إلينا، دون من ذهب منا إليهم” وإنما وافقهم في هذه الأمور للمصلحة المهمة الحاصلة بالصلح، مع أنه لا مفسدة في هذه الأمور، وقال العلماء والمصلحة المترتبة على إتمام هذا الصلح هو ما ظهر من ثمراته الباهرة وفوائده المتظاهرة التي كانت عاقبتها فتح مكة، وإسلام أهلها كلها، ودخول الناس في دين الله أفواجا، وذلك أنهم قبل الصلح لم يكونوا يختلطون بالمسلمين، ولا تتظاهر عندهم أمور النبي صلى الله عليه وسلم كما هي، ولا يخلون بمن يعلمهم بها مفصلة، فلما حصل صلح الحديبية اختلطوا بالمسلمين، وجاءوا إلى المدينة، وذهب المسلمون إلى مكة.

 

وخلوا بأهلهم وأصدقائهم وغيرهم ممن يستنصحونه، وسمعوا منهم أحوال النبي صلى الله عليه وسلم مفصلة بجزئياتها، ومعجزاته الظاهرة، وأعلام نبوته المتظاهرة، وحسن سيرته، وجميل طريقته، وعاينوا بأنفسهم كثيرا من ذلك، فمالت نفوسهم إلى الإيمان حتى بادر خلق منهم إلى الإسلام قبل فتح مكة، فأسلموا بين صلح الحديبية وفتح مكة، وازداد الآخرون ميلا إلى الإسلام، فلما كان يوم الفتح أسلموا كلهم لما كان قد تمهد لهم من الميل، وكانت العرب من غير قريش في البوادي ينتظرون بإسلامهم إسلام قريش، فلما أسلمت قريش أسلمت العرب في البوادي، وهذا كله أثر من آثار سمحاته وتسامحه صلى الله عليه وسلم في مجال الدعوة ومعاملة الناس، وصدق الله العظيم حينما قال فى سورة الأنبياء ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى