القصة والأدب

الدكروري يكتب عن تعامل رسول الله مع أسرته

الدكروري يكتب عن تعامل رسول الله مع أسرته

الدكروري يكتب عن تعامل رسول الله مع أسرته

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد كان رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم قد تهجره أحدى زوجاته اليوم كله، ولكن لا يدفعه إلى أن يطلقها، إذ يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه تغضبت يوما على امرأتي، وكنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، فصخبت عليّ امرأتي ذات يوم، فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت ولِما تنكر أن أراجعك يا ابن الخطاب وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يراجعنه ويهجرنه اليوم حتى الليل؟ قال فقلت أوتفعل حفصة ذلك؟ لقد خابت وخسرت، قال ثم جمعت عليّ ثيابي ونزلت إلى حفصة فقلت أي بنية أتغاضب أحداكن النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل؟ قالت نعم، فقال لها أو أمنتي أن يغضب الله لغضب رسوله فتهلكي؟

 

لا تستكثري النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تسأليه شيئا، ولا تهجريه، وسليني ما بدا لكي، ولا يغرنكي أن كانت جارتك وهو يعني السيدة عائشة رضي الله عنها أوضأ وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم منكي، وكما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت “دخل الحبشة المسجد يوما يلعبون فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم؟ فقالت نعم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بالباب وجئته فوضعت ذقني على عاتقه فأسندت وجهي إلى خده قالت ومن قولهم يومئذ أبا القاسم طيبا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك، فقلت يا رسول الله لا تعجل فقال لي قال حسبك فقلت لا تعجل يا رسول الله، قالت وما بي حب النظر إليهم،

 

ولكنى أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه صلى الله عليه وسلم ” وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمك كيف يتعامل الأب مع أولاده فيربيهم على بصيرة، ويربيهم لله عز وجل، ولكننا اليوم نعيش زمان قد تغيرت فيه أشياء كثيرة، كما أن الأسر التقليدية قد تغيرت في هذا الزمان فغالبا ما يعمل الوالدان معا خارج المنزل، مما يتطلب تلقي العديد من الأطفال رعاية منتظمة خارج إطار الأسرة بسبب الالتحاق بالمدارس والالتزامات المهنية، ويؤجل العديد من الأزواج إنجاب الأطفال إلى العقد الثالث من العمر وحتى الرابع، وقد أدى تغيير التوقعات الثقافية إلى إنفاق الآباء المزيد من الوقت لتربية الأطفال، وتحدث النزاعات في كل عائلة، ولكن العائلات السليمة تتمتع بالقوة الكافية لتسوية النزاعات.

 

أو المُضي قدما بالرغم من وجودها وبغض النظر عن تركيبتها، تمنح العائلة السليمة الأطفالَ إحساسا بالانتماء وتلبية احتياجات الأطفال الجسدية والعاطفية والنمائية والروحية، وكما يعبّر أفراد العائلات السليمة عن انفعالهم ودعمهم لبعضهم بعضا بطرائق تنسجم مع ثقافتهم وتقاليدهم العائلية، فلابد أن تكون وظيفة الأسرة تقوية التفاعل وتعويد الأبناء على حب بعضهم البعض لكي يسود الأسرة جو المشاعر العاطفية، وكذلك تنعكس على جو المجتمع الخارجي، ويعيش الجميع في سلام وأمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى