القصة والأدب

الدكروري يكتب عن الموعظة الحسنة بين الآباء والأبناء

الدكروري يكتب عن الموعظة الحسنة بين الآباء والأبناء

الدكروري يكتب عن الموعظة الحسنة بين الآباء والأبناء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، فإن من أصول التربية الإسلامية هي الحكمة في التوجيه، فقد جاءت الشريعة الإسلامية على التيسير والتسديد والمقاربة، والأب وإن كان على الأغلب أعقل وأخبر بالأمور من أبنائه، إلا أنه ينبغي أن يحترم شخصيةَ ابنه ويترك له مجال الاختيار والتصرف، ولا يعترض عليه في كل صغيرة وكبيرة، فيا أيها الأب أو المربي الفاضل دعه يخطئ ليصيب، ويحاول لينجح، ومن الملاحظ أن بعض الآباء يعقد لأبنائه دائما مجالس تحقيق يعاتب ويلاحظ ويوجه، وهذا حسن، ولكنه يملهم، فقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخول أصحابه بالموعظة مخافة السآمة عليهم.

 

فسبحان الله العظيم مع حبهم ورغبتهم الشديدة في سماع نصحه وموعظته إلا أنه صلى الله عليه وسلم كان يخاف أن يملوا، وقد قال بعض أهل العلم موجها الآباء “ولا تكثر القول عليه بالعتاب في كل حين، فإنه يهون عليه سماع الملامة، وركوب القبائح، ويسقط وقع الكلام من قلبه، وليكن الأب حافظا هيبةَ الكلام معه فلا يوبخه إلا أحيانا” وإن بعض الآباء يربي أولادة وكأنه يعيش قبل خمسين سنة من الماضي، ولا يراعي تغير الزمن والحوادث، والبعض الآخر يمنح ابنه الثقة العمياء، والبعض منهم يقول لا أستطيع أن أمنعه من كل رغباته، ويجب أن أكون معه متفاهما، فلا أجبره على شيء لا يرغب فيه، ولا أنهاه عن شيء يرغب فيه حتى يكون هو نفسه يأتمر أو ينتهي، وأقول إن هذا جيد ولكن وسط ضوابط وشروط .

 

أهمها هو عدم تعميم القاعدة على كل مسألة، فإن بعض المسائل لا تقبل هذا البته، بل يجب الحزم والمنع، أرأيت لو أن ابنك أراد تعاطي السم أكنت تاركه إن لم يقتنع بأضراره، فهذه الوسائل أشد فتكا وضررا به لو تعلمون، وكذلك إهمال الابن في سن الصغر، ثم إذا راهق الابن جاء الأب ليربي، وعندئذ يخسر الأب كثيرا، وكذلك غفلة كثير من المربين من معلمين ومرشدين ومديرين عن توعية أبناء المسلمين في ذلك، فإن دور المدرسة يجب أن يفعل في ذلك، فالمدرسة في هذه الأيام يجب أن تركز على التربية أكثر من تركيزها على التعليم، وإن من الأسباب هو الجهل المفرط بالواقع الذي نعيشه، وإياكم والكسل في تربية الأبناء، ولنعلم جميعا أن الكسل هو مرض خطير وقد استعاذ منه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وضده النشاط.

 

وإن العجز يحتاج إلى مقاومة بالعزيمة والإرادة والاستعانة بالله سبحانه وتعالى والكسل في الشرع هو التغافل عن كل واجب فرضه الله تبارك وتعالى على الإنسان والكسل له علامات، وإن أعظم مصيبة أن يصاب الإنسان بهذا المرض وهو لا يدري، وكثير من الناس مصابون بهذا المرض وهم لا يعلمون والماء الراكد تتغير رائحته، وبعض الفقهاء إذا تغيرت رائحته يرون أنه لا يجوز الاستنجاء ولا الوضوء به، تصوروا الماء لا يكون طيبا إلا إذا جرى، والكسل سبب من أسباب موات الهمم، بل إنه مقبرة النبوغ، ولكم عُرف من أشخاص عندهم من الذكاء والفطنة الفهم ما ليس عندهم، لكنهم نحُوا أفكارهم وأبدانهم عن ممارسة الأعمال التي تعود عليهم بالخير فأصبحوا في عداد الموتى وهم وللأسف أحياء.

 

وإن الكسل تجميد للطاقات الإنسانية، وإفساد للحياة الاجتماعية، وشلل للحركة الاقتصادية، ونهايته على مستوى الأفراد ومستوى الأمم للأسف الشديد فقر وفشل عام في الحياة، ولو بحثت عن أسباب الكسل في المسلمين خاصة ستجد أنه البعد عن شرع الله عز وجل، ولماذا ذلك؟ وهو لأن حياة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كلها نشاط، لا وجود للكسل فيها إطلاقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى