القصة والأدب

الدكروري يكتب عن العالم العلامة شمس الدين مفتي الثقلين

الدكروري يكتب عن العالم العلامة شمس الدين مفتي الثقلين

الدكروري يكتب عن العالم العلامة شمس الدين مفتي الثقلين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت كتب الفقة الإسلامي الكثير عن العلماء وأن لهم فضل عظيم ومكانة عاليه عند الله عز وجل وعند رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم وإنه لولا نور الشمس لبقي الإنسان يدور في دركات الظلماء، ولولا العلماء لبقي الإنسان في غياهب الجهل، بل إن نور العلماء أفضل من نور الشمس، فالشمس تنير البصر والعلماء ينيرون البصر والبصيرة، ومن أجل العلوم تلك التي توصل العبد بربه، التي انتهلها العلماء من الأنبياء، فكما قيل العلماء ورثة الأنبياء، أخذوا من الأنبياء دينهم وشرعتهم، ومن هؤلاء العلماء هو الإمام ابن كمال باشا هو الإمام العالم العلامة، شمس الدين أحمد بن سليمان بن كمال باشا أحد الموالي الرومية، فنسب إلى جده كمال باشا، واشتهر بابن كمال باشا، أو كمال باشا زاده.

 

أو ابن الكمال الوزير، كما عرف واشتهر بمفتي الثقلين، لوسع اطلاعه، وعمق إحاطته بالمسائل الشرعية، وقوة محاكمته في المناظرة، وهو قاضي من العلماء بالحديث ورجاله، تركي الأصل، مستعرب، وكان رحمه الله حسن المنظر، حافظ الآداب، ولطيف الصحبة إذا جلس مع الأحباب، كريم الشأن، عظيم المكان، قليل المقال، كثير التفكر في كل حال، هذا شمة من فضائله، وبعض من شمائله وكان صاحب أخلاق حميدة حسنة، وأدب تام، وعقل وافر، وعاش زمن السلطان سليم الأول والسلطان سليمان القانوني , حيث نصبه السلطان سليمان قاضي الدولة العثمانية، واكتمل تكوينه العلمي، وصار من أكابر العلماء العثمانيين في عصره، وبلغ في العلم منزلة يشار إليه بالبنان.

 

بل أصبح أكبر ممثل للثقافة العثمانية الإسلامية في النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي، فملازمته لعظماء عصره في العلوم المختلفة جعلته يتقن أكثر من علم، كما يتقن أكثر من لغة إلى جانب لغته القومية وهي التركية كالفارسية، فضلا عن تَمرسه في العربية، لغة الدين والتشريع، وله في هذه اللغات الثلاث مؤلفات تكشف عن شخصيته الموسوعية، ومكانته الرفيعة في كل العلوم التي تناولها، وولد شمس الدين أحمد في سنة ثماني مائة وثلاث وسبعين من الهجرة، بمدينة طوقات من نواحي سيواس، وطوقات وسيواس هما مدينتان تقعان في شمال شرق تركيا، ويرى البعض أن مولده كان بمدينة أدرنه، وهذا مرجوح، لأن ابن كمال باشا نشأ فيها وقضى مراحل حياته الأولى بهذه المدينة.

 

ولذلك فإن أصحاب هذا القول ظنوا أنه ولد فيها، ونشأ أحمد شاه في بيت عز ودلال، إذ كان جده كمال أحد أمراء الدولة العثمانية، وكان ذا حظوة لدى سلاطينها، حيث كان مربيا لبايزيد الثاني، ولي العهد آنذاك، ثم صار، نشانجي الديوان السلطاني، أي الذي يختم المراسم والمكاتيب بختم السلطان المعروف بطغراء السلطان ولم تذكر المراجع أنه كان عالما، ولا من تلاميذه التفتازاني، والسيد الشريف الجرجاني، كما ذكره الدكتور حامد صادق قنيبي في مقدمة تحقيق معنى النظم والصياغة لابن كمال باشا، في مجلة الجامعة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى