القصة والأدب

الدكروري يكتب عن قوم النفس بالأخلاق تستقم

الدكروري يكتب عن قوم النفس بالأخلاق تستقم

الدكروري يكتب عن قوم النفس بالأخلاق تستقم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوي الله تعالي، فعليك يا أخي المسلم بالخوف من الله وبتعظيم الله وخشيته وتقواه ” ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون ” فلماذا أُتخمت بيوتنا بالمعاصي ؟ ولماذا أمتلات عقولنا بالشبهات ونفوسنا بالشهوات، ونفعل الذنب تلو الذنب وقلوبنا باردة لا تتذكر ولا تنيب، فيأكل بعضنا السحت الحرام وكأنه حلال، وتظهر بيننا المعصية ويقل من ينكرها ويجالس صاحب المعصية ويؤانس ويؤاكل ويشارب دون نصح أو إنكار، فاللهم إنا نسألك خشيتك في السر والعلن فإنك على كل شيء قدير، فإن الله تعالى جعل مكارم الأخلاق ومحاسنها وصلا بيننا وبينه، وصلاح أمرك للأخلاق مرجعه.

 

فقوم النفس بالأخلاق تستقم، وليست الأخلاق أن تكون صالحا فحسب بل أن تكون صالحا لشيء ما، وأن في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق، ولا يمكن للإنسان أن يصبح عالما قبل أن يكون إنسانا، وأن هناك شيئان ما انفكا يثيران في نفسي الإعجاب والاحترام، وهما السماء ذات النجوم من فوقي، وسمو الأخلاق في نفسي، وأنه تنكشف الأخلاق في ساعة الشدة، وإن الخلوق من إذا مدحته خجل وإذا هجوته سكت، ولا مروؤة لكذوب، ولا ورع لسيء الخلق، وإنه ما قرن شيء إلى شيء أفضل من إخلاص إلى تقوى، ومن حلم إلى علم، ومن صدق إلى عمل، فهي زينة الأخلاق ومنبت الفضائل، وإن الخلوق صدوق، والعنيف ضعيف، والأصيل نبيل والحليم حكيم، والشريف عفيف، وإن حسن الخلق أحد مراكب النجاة.

 

والأخلاق نبتة جذورها في السماء، أما أزهارها وثمارها فتعطر الأرض، والتربية الخلقية أهم للإنسان من خبزه و ثوبه، وتفسد المؤسسات حين لا تكون قاعدتها الأخلاق، وإن من صفات المؤمنين أنه إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آيات الله زادتهم إيمانا، وأنهم على ربهم يتوكلون، وأنهم يقيمون الصلاة، وأنهم ينفقون مما رزقهم الله، وكذلك فإن الصفة الأولى للمؤمنين هي ” إذا ذكر الله وجلت قلوبهم” والوجل هو الخوف في فزع ينشأ منه قشعريرة، واضطراب في القلب، وحينما أراد الشعراء أن يعطوا صورة بهذا الإحساس، نجد شاعرا منهم يقول كأن القلب ليلة قيل يغدي بليلي العامرية أو يراح قطاط غرها شرك تجا ذبه وقد علق الجناح، فالشاعر يصور حالة قلبه حين سمع بنبأ سفر حبيبته.

 

كأنه صار مثل حمامة تحاول أن تخلص نفسها من شبكة أو مصيدة وقعت فيها، إنها تجاذب المصيدة حتى تخرج، وهي ترجف في مثل هذا الموقف، هكذا حال القلب لحظة فراق المحبوبة عند الشاعر، وإذا كان ذكر الله عز وجل يدفع قلوب المؤمنين إلى الوجل، ألا يتنافى ذلك مع قول الحق سبحانه وتعالى فى سورة الرعد ” الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب” وفي الحقيقة لا يوجد تعارض بين القولين لأن ذكر الله تعالى يأتي بأحوال متعددة، فإن كان الإنسان مسرفا على نفسه، فهو يرجف حين يذكر الله الذي خالف منهجه، وإن كان الإنسان يراعي حق الله في كل عمل قدر الاستطاعة، فلا بد أن يطمئن قلبه لحظة ذكر الله لأنه اتبع منهج الله ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى