مقال

صدأ القلب والغفلة والهوي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن صدأ القلب والغفلة والهوي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، وسبحان الخالق العظيم، فإن الكون مجرات وكواكب ونجوم وكبير وصغير وكثيف وغير كثيف والمحصلة توازن حركي، وهذا من آيات الله تعالي الدالة على عظمته عز وجل ويعني المحصلة في توازن، الأرض والقمر والشمس، المجموعة الشمسية وفي مليون مليون مجرة، وبكل مجرة في مليون مليون نجم وكوكب والمحصلة توازن، وبحسب قانون التجاذب الأكبر يجذب الأصغر، فالأرض تسير حول الشمس في مسار إهليلجي والمسار الإهليلجي في قطر أصغر وقطر أكبر، فإذا انتقلت الأرض من القطر الأكبر إلى الأصغر، المسافة قلت بعدها عن الشمس أصبح أقل، إذن احتمال أن تنجذب إلى الشمس احتمال قائم.

وإذا انجذبت الأرض إلى الشمس تبخرت في ثانية واحدة، فما العمل ؟ فالله عز وجل بيده ملكوت كل شيء يرفع سرعة الأرض من هذه السرعة الجديدة تنشأ قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة فتبقى في مسارها، وحينما تنتقل من القطر الأصغر إلى القطر الأكبر، فتكون المسافة زادت واحتمال تفلت الأرض من جاذبية الشمس قائمة، فما الذي يحصل ؟ يخفض الله سرعتها فهذه السرعة القليلة تنشأ قوة نابذة أقل تكافئ القوة الجاذبة الأقل فتبقى في مكانها، فسبحان الله العظيم، وإن ذكر الله تعالي هو سبب للنجاة من عذاب الله عز وجل، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما عمل آدمي قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل ” وقال رجل للحسن البصري “يا أبا سعيد، أشكو إليك قسوةَ قلبي.

قال أذبه بالذكر، فكل شيء له صدأ، وصدأ القلب الغفلة والهوى، وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار، فمن لازم ذكر الله، فإنه سيجد هذا أحوج ما يكون له عند خروج الروح، وفي قَبره وفى آخرته، فهو غِراس الجنة، ويقول ابن القيم رحمه الله “فمن كان مشغولا بالله وبذكره ومحبته في حال حياته، وجد ذلك أحوج ما هو إليه عند خروج روحه إلى الله، ومَن كان مشغولا بغيره في حال حياته وصحته، فيعسر عليه اشتغاله بالله، وحضوره معه عند الموت، ما لم تدركه عناية ربه، ولأجل هذا كان جديرا بالعاقل أن يلزم قلبه ولسانه ذكر الله حيثما كان لأجل تلك اللحظة، والتي إن فاتت شقي شقاوة الأبد، ولقائل أن يقول فلماذا قدم الرزق على الأمن في سورة قريش؟ فالجواب هو أن هذه السورة خطاب للمشركين.

وعند مخاطبة هؤلاء يحسن البدء بالقليل قبل الكثير، وباليسير قبل العظيم، وتارة يقدمه علي العقيدة، فيقول تعالي فى سورة إبراهيم ” وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام” وناسب هذا هناك, وكأنه وقع دعاء في مرة ثانية بعد بناء البيت, واستقرار أهله به بعد مولد إسحاق الذي هو أصغر سنا من إسماعيل، وتقديم المولي عز وجل نعمة الأمن علي لسان خليل الله إبراهيم في دعائه علي غيرها من النعم لأنها أعظم أنواع النعم ولأنها إذا فقدها الإنسان اضطرب فكره، وصعب عليه أن يتفرغ لأمور الدين أو الدنيا بنفس مطمئنة وبقلب خال من المنغصات المزعجات، وأيضا قدم طلب الأمن للبقعة التي وضع فيها هاجر وإسماعيل قبل طلب الرزق لأن الأمن مقدم علي الرزق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى