مقال

الموسيقى طاقة و لغةُ الحياة

جريدة الاضواء

الموسيقى طاقة و لغةُ الحياة،

إنّ الموسيقى هي الطاقة الأساسية أو الأولية، التي تتجسد في الكون كذبذبات مختلفة، تبدأ بالذرة ولا تنتهي بالمجرة. إنها الطاقة الكونية ياسادة وقد تشكلت من خلال الصوت والطنين والذبذبة التي تعبر عن نفسها وفق أنساق مختلفة.

الموسيقى هي لغةُ الحياة،
الموسيقى ماهى إلّا حالة من التناغم في صورة معقدة من الأحاسيس والمشاعر التي لا يمكن تفسيرها إلّا بوجود قوانين الفيزياء.
الموسيقى ونظرية التطور،
الجملة الموسيقية ما هي إلّا أصوات متتابعة في نوتات مختلفة، كلّ واحدة لها زمنها الخاص، تتوالد واحدة بعد أخرى، تموت واحدة لتخلق أخرى في زمن آخر،
كل من يسمع الموسيقى لا يدرك أنه يتعامل مع الطاقة الأساسية الأولية ، كما أنه لا يدرك أنه بزيادة اندماجه يعود إلى عالمه الذاتيّ، الذي ينعكس فيه التناغم الكوني العظيم.
قد عملت المدرسة الفيثاغورثية على أنّ العلم مبني على التناغم، حيث جمعت بين الرياضيات، والموسيقى، والكون فيزيائياً . وقد اعتقد فيثاغورس أنّ الكون ذاته يهتز بنغماته التوافقية الآسرة والجميلة، البعيدة عن سمع البشر، فوصف المسافات بين المدارات المتتابعة للكواكب كالزهرة وعطارد بالمبدأ نفسه (وصفها كنغمة أو نصف نغمة، لتعطي بعد ذلك النغمات السبع للسلم الموسيقي) وعندما وصف الفيزيائي الفرنسي لويس دي بروي Louis de Broglie الإلكترونات وغيرها من جسيمات المادة كحزم موجبة، كان بالتأكيد يفكّر بالنغمات التوافقية الموسيقية، حيث وضّح كيفية ظهور مستويات الطاقة المختلفة بشكل طبيعي في نموذج نيلز بور Niels Bohr الذري الذي وصف من خلاله الإلكترونات كموجات دائمة من الترددات المختلفة، وبالتالي عمّم النظرية الموجية للضوء على الجسيمات المادّية. فكما تنتج أوتار العود نغمات مختلفة عندما تُضرب بشكل مختلف، فإنّ الإلكترونات في نموذج دي بروي مجبرة على أن تهتز بأنماط معينة تتوافق مع ترددات وحالات طاقة محددة.

خلاصة القول أنّ العلم والموسيقى هما من أعظم السيمفونيات في عمر الزمن، فالفيزياء بوصفها علماً مرتبطة بشكل وثيق بالناس، والعلمُ بوصفه يُحاكي الواقع يحتكم إلى العقل في توجّهاته، أمّا الموسيقى باعتبارها فناً فهي تحاكي العاطفة، وعندما يجتمع العقل والعاطفة في مفاعل واحد، فحضّر نفسك اخى وأختى القارىء للحصول على طاقة هائلة لا يمكن تفسيرها .

طاقة الموسيقى
كل من يسمع الموسيقى لا يدرك أنه يتعامل مع الطاقة الأساسية الأولية ، كما أنه لا يدرك أنه بزيادة اندماجه يعود إلى عالمه الذاتيّ، الذي ينعكس فيه التناغم الكوني العظيم.

إنّ الموسيقى هي الطاقة الأساسية أو الأولية، التي تتجسد في الكون كذبذبات مختلفة، تبدأ بالذرة ولا تنتهي بالمجرة. إنها الطاقة وقد تشكلت من خلال الصوت والطنين والذبذبة التي تعبر عن نفسها وفق أنساق مختلفة. ووفق تلك الذبذبات – التي تعتبرها النظرية الكمومية أساسية في عالم الجسيمات الأولية، التي تشكل الذرة التي يتكون منها كل ما نراه وما لا نراه من الكون – يمكن للكون ككل، وللحياة كنتاج كوني، أن ينتقلان من الإمكانية إلى الفعل. ومن السكون إلى الصيرورة. وما الموسيقى التعبيرية إلا أحد أشكال هذه الذبذبات الطاقيّة وقد أعيد صياغتها بأسلوب واع. فمن خلال التآليف الموسيقية يعيد المؤلف إنتاج بنية الطاقة الكونية بأسلوب داخلي. وبتعبير آخر يعيد إنتاج الخلق للكون الكبير من خلال الأنا الفردية النسبية. وقد يكون من المفيد أحياناً ومجازاً أن نفكر في المنظومة الكونية كأداء قطعة أوركسترالية يتم ابتداع كراستها الموسيقية في أثناء عزفها. فكما أن الموسيقى التي نسمعها تنتج عن مجموعات عديدة من الأدوات الموسيقية التي تعزف معاً بالوقت نفسه، والتي ترجع إلى سبع نوتات أساسية، فإن المنظومة الكونية نتجت وتنتج عن عدة تفاعلات وتجاذبات مادية غالبيتها ذات طبيعة تحكمها المصادفة الهادفة، والتي تعود إلى مجموعة من القوى والجسيمات الأساسية التي تؤدي إلى هذا التنظيم الكوني البديع. ..

ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ, ﻧﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻧﺠﺪ ﻫﻨﺎﻟﻚ إﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭﺛﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ, ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﻣﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺬﻭﻕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ، ﺃﻥ ﻧﺤﺲ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﺸﻊ ﺣﺒﺎً ﻭﺳﻼﻣﺎً ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ,
ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻳﻤﺜﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺮﺁﺓ ﻟﻶﺧﺮ. ﻭ ﺗﻠﻌﺐ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺩﻭﺭﺍً ﻓﺎﻋﻼً ﻓﻲ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ, ﺣﻴﺚ ﺗﺆﺛﺮ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻟﻠﻤﺴﺘﻤﻊ, ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻔﺎﺋﻴﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺃﻋﻤﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻲ, ﺃﻳﻀﺎً ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺭﺍﺑﻂ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻠﻪ, ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺧﻠﻖ ﺗﺠﺎﻧﺲ ﺭﺍﺋﻊ, ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ.
د. ناصر زاهر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى