خواطر وأشعار

ما بعد الفقد…والمقاومة للنجاة

جريدة الاضواء

ما بعد الفقد…والمقاومة للنجاة
بقلم:سماح رضا
يقال عن الفقد هو تلك التجربة القاسية التي تفطروتقسم القلب وتخنق الروح وتسحقها بكل قوة حزن عنيف مدمر بمعنى الكلمة، وتزج بنا في غياهب الحزن والحنين والغضب والاكتئاب,ومن المعروف أنه متنوع بفقد إنسان أو وظيفة أو مال أو مكانة، فقد ما كنت تظن أنك لن تعيش من دونه, وخصوصا إذا كان فقد شخص عزيزاعليك,فتصبح راحلا على قيد الحياة.
فنحن نشعر بحزن يعتصر قلبنا حزن لا يوصف ألمه أي شيء ولم يسبق لنا الإحساس بهذا الشعور رغم فقداننا لكثير من الأحبه الراحلين,ويجب علينا المقاومة والقبول والرضا بقضاء الله والتأقلم مع الوضع الجديد للمُضي قُدما و ربما يُنهي الموت حياة أحدهم، لكن لا يزال هناك الكثير لنتمسَّك به.

:”مراحل الحزن”، وهي عملية مُكوَّنة من خمس مراحل
أشارت إليها الطبيبة النفسية السويسرية إليزابيث كوبلر روس في كتابها الصادر بعنوان “Death and Dying”. أولى هذه المراحل هي مرحلة الإنكار، التي تتضمَّن إقناع الشخص لنفسه بأن الحدث الصادم الذي يُسبِّب له الألم لم يحدث، قد يُصدِّق الشخص ظاهريا.

بعد ذلك، تبدأ المرحلة الثانية، وهي الغضب. كثيرا ما يشعر الناس بالغضب عندما يفقدون شخصا عزيزا عليهم، خلال هذه المرحلة قد تشعر بالعديد من التقلبات المزاجية، قد تتشاجر مع مَن حولك لأسباب واهية، أو قد تصرخ لأنك عالق في حركة المرور. الغضب هو أحد المشاعر التي يُساء فهمها، لكنه على أية حال مرحلة مهمة في التعافي من الشعور بالفقد.
لاحقا تأتي مرحلة المُساومة، ويُمكن اعتبارها مرحلة الشعور بالذنب أيضا. خلال تلك الفترة، يحدث الأمل أو الاعتقاد بأنه كان يمكنك تغيير ما حدث إذا فعلت شيئا محددا، قد ترغب في العودة بالوقت لكي تفعل شيئا لم تكن تفعله، أو تتراجع عن شيء حدث بالفعل، تراودك أفكار.
المرحلة الرابعة هي مرحلة الاكتئاب، ليس بالضرورة أن يكون الاكتئاب الذي تشعر به بعد موت شخص عزيز هو نفسه الاكتئاب الإكلينيكي، لكن هذا النوع من الحزن المستمر يتشابه مع الاكتئاب الإكلينيكي في أنه يؤثر على الناس ويُعرقل سير حياتهم الطبيعي، ويختلف معه في أن هذا النوع من الاكتئاب المرتبط بالحزن عادة ما يمر بعد مرور بعض الوقت. خلال هذه المرحلة يجد الشخص نفسه يبكي باستمرار، وقد يُعاني من فقدان في الشهية واضطراب النوم,و قد يُعاني بعض الناس أيضا من الأوجاع والآلام الجسدية التي قد لا يعرف لها الأطباء سببا، كما يضعف جهاز المناعة، مما يجعل الشخص أكثر عُرضة للإصابة بالمرض.
بعد ذلك بفترة، تبدأ المرحلة الخامسة والأخيرة من مراحل الحزن وهي القبول، وهي المرحلة التي تتقبَّل خلالها الفقد وتعترف به، قد تشعر ببعض السلام في هذه المرحلة، لكنك ما زلت تحمل بعض الحزن، وربما الغضب,و قبول الخسارة لا يعني أنك لم تعد حزينا؛ لكنه يعني أنك تحاول التعايش مع الموقف والتأقلم مع قواعد الحياة.
من المؤكد أن الجميع سيتعرَّض لهذه الأزمة وهى فقدان عزيز وغالى، أو ربما قد تعرَّض لها خلال وقت ما سابق من حياته، أزمة أن تمتد يد الموت لتأخذ شخصا مُقرَّبا منك أو عزيزا عليك، قد يكون هذا الشخص هو الأبن أو الجد أو الجدة خلال مرحلة مُبكرة من عمرنا، أو الأب أو الأم لاحقا حينما نصبح أكبر سِنًّا, هذه أزمة لا تتعلَّق بفئة مُحددة، كلنا سيفقد شخصا يحبه في مرحلة ما من حياتنا.
وكثيرا من علماء النفس يتفقون على أن الاكتئاب النفسي في ما بعد الفقد, لا يأتي كعلة مزاجية، إنما هو أصلاً علة فكرية، حين ندع الأفكار السلبية تتسلط علينا ولا نناقشها ولا نحللها ولا نرفضها ولا نستبدلها بما يُقابلها، هنا يتسلط علينا الاكتئاب.

كم أفتقدك ابن قلبى الحبيب وكم أشعر بالوحدة من بعدك، كنت الصديق والونيس والأنيس قمراً منيراً سرمديا في حياتي، افتقدك يا ملاكى الصغير كسرت قلبي برحيلك يا ولدي، فقدانك من أعظم مصائب الدهر التي مررت بها, وما من حيلة لي سوى الصبر، ولكني أحتسبك عند الله شهيداً وجمعني الله بك في جنات النعيم.

وأسئل الله تعالى أن يفرج عنى وعنكم ألم الفقد والكرب، ومن دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) ودعاء الكرب: (لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى