مقال

ماضي فلسطين لا يموت وحده

جريدة الاضواء

ماضي فلسطين لا يموت وحده

بقلم / يوسف المقوسي 

ماضي فلسطين لا يموت. وحده، مستقبله ميت. لا جديد أبداً. ينوء البلد بماضيه. الذاكرة حفظت الكوارث ومرتكبيها. ما نعيشه اليوم، رواسب متوازنة. الاجداد، ظنوا، أنهم سيصنعون وطناً ودولة وشعباً. فاتهم انهم اهل اختصاص بالفشل. عدة الشغل السياسية ليست صالحة لبناء وطن واقامة دولة وانشاء نظام. انشأوا سلطات غير قابلة للحياة، تنخرها منذ ولادتها الأولى، غدة سرطانية، تميت ولا تموت. لا نظلم الاجداد إذا أنكرنا عليهم ما ارتكبوه. تحاصصوا الجزء اليسير من فلسطين بجشع معتدل نسبياً. ورثتهم، من الابناء والاحفاد، الزعماء الزعران الراهنين، سلالة لم يعرف التاريخ لها شبيهاً. لعنة سياسية عليا تخيم على الكيان. شعب يائس، لا يتوقع غدا أفضل. يترحم على ماضٍ سيء، لأنه يخشى غداً كارثياً .

هل هذا قدر لا فكاك منه؟ أهو لعنة شنيعة ولا خلاص؟ كل بارقة امل سراب؟ ألا يشعرون أن عبيدهم بؤساء، وملزمون بخدمتهم ومسَح احذيتهم بجباههم، مقابل مرتب شحيح ومستقبل حاف وايام فادحة؟ ما بلغه فلسطين منذ الإنقسام إلى اليوم، لم يسبقه اليه أحد. الإنقسام وحدًهم بعدما منح كلاً منهم حصة لا تنازل عنها. أعطى الند ما حُرموا منه قبلاً. أخذ من الموارنة ما اساؤوا فيه التصرف والتسلط. اعطى البعض الآخر أرجحية مدعمة وحفظ للفتحاويين مكانتهم، وما تبقى من فتات وزع على المحرومين عددياً .

كان متوقعاً أن يسود “العدل الناقص”، لسنوات قادمة. بدا وكأن هناك غالب ومغلوب، إلى أن تأكد لهم جميعاً، أنهم مغلوبون، والغالب قبضة عربية ممسكة بالإقفال والمفاتيح والابواب والنوافذ. الإخوان كانوا استثناءً، لأنهم حظوا بدعم فائض، نقلهم من رتبة الغلابى إلى موقع الغالبين .

كأن الطغمة لا تزال في شرنقتها. يحسبون ما معهم وما مع غيرهم. يفتون فتاوٍ سياسية لاستعادة الحضور. قبضوا على القضاء وتم اخصاؤه بالكامل. اين الرجل يا اشباه الرجال. ولا ملف دخل ورأى ضوء الحقيقة. إنسَ. كيف يمكن لمثل هؤلاء أن يستمروا في السلطة. كان من المتوقع أن يتم تكنيسهم ورميهم في قمامة الشوارع… حصل العكس. تفرق عشاق الحرية والكرامة والرغيف والوطن. غلبت الأقلية المتمرسة بالسطو على المناسبات … بسرعة استعادوا الحضور، ولكن من دون نصاب.

نصاب الدولة مفقود. لا تحزنوا كثيراً. هم ما زالوا موجودين. الزعيم يتحضر للانقضاض الأخير. الجنرال يتحضر لتسليم الرئاسة إلى الوريث. ذلك صعب جداً. يعني ما خصني”. إلى آخره… لا نريد أن نعيد الكلام المهين الذي يستحقونه.

قلنا في البداية، ماضي فلسطين لا يموت. وحده مستقبله ميت. فلنستعد للجنازة إذاً، يتقدمها هؤلاء أنفسهم لتقبل التهاني.

لذا: الله يرحمنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى