مقال

المعية التي يدافع الله بها عن المؤمنين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المعية التي يدافع الله بها عن المؤمنين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، الذي كان من فضائلة صلى الله عليه وسلم هو رواه معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” إنما أنا مبلغ والله يهدي، وقاسم والله يعطي، فمن بلغه مني شيء بحسن رغبة، وحسن هدى، فإن ذلك الذي يبارك له فيه، ومن بلغه مني شيء بسوء رغبة، وسوء هدي، فذاك الذي يأكل ولا يشبع” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ” أنا أبو القاسم، الله يعطي وأنا أقسم”.

وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ” تسمّوا باسمي، ولا تكنّوا بكنيتي، فإني أنا أبو القاسم، أقسم بينكم” رواه مسلم، وفي صحيح مسلم أيضا عن جابر قال ولد لرجل منا غلام، فسماه محمدا، فقلنا لا نكنيك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تستأمره، قال فأتاه فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ” سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي، فإنما بعثت قاسما أقسم بينكم” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع” رواه مسلم، وقال بعض السلف لأخيه “إن كان الله معك فمن تخاف، وإن كان عليك فمن ترجو؟” وهذه هي المعية التي يدافع الله بها عن المؤمنين.

وهي المعية التي كان الله بها مع نبيه صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه في الغار ” يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ” لا تحزن إن الله معنا، وهي معية النصرة والتأييد، مؤنسة مطمئنة، مذهبة للخوف، والوجل، والرعب، والمعية الخاصة هي التي يطمئن بها المؤمنون، ويزدادون عملاً بأن الله لا يتخلى عنهم، فكم فكت من أسير للهوى قد ضاع، وأيقظت من غافل قد التحف بلحاف الشهوة فماع، وكم من عاق لوالديه ردته عن معصيته، وكم من عابد لله بكى لما استشعر معيته، وكم من مسافر رافقته، وكم من الناس الذين هم مع ربهم والله معهم، ومن ثمرات الإيمان هو محبة الله لعبده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل عليه السلام، فقال إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل،

ثم ينادي في السماء، فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض” ومعنى إذا أحب الله تعالى العبد هذا كما سبق فيه إثبات صفة المحبة لله تبارك وتعالى، وأن الله يحب كما أنه يُحب، فالله يحب بعض الأعمال، وكما أنه يحب بعض عباده المؤمنين محبة تليق بجلاله وعظمته، ليس كمحبة المخلوقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى