مقال

الإتصاف بلين الجانب

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن الإتصاف بلين الجانب
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، وخلق كل شيء فقدّره تقديرا، واشهد ان لا اله الا الله وحده له الحمد بالإيمان، وله الحمد بالإسلام، وله الحمد بالقرآن، عز جاهه، وجل ثناؤه، وتقدست أسماؤه، فسبحان من قهر بقوته القياصرة، وكسر بعظمته الأكاسرة، الذين طغوا وبغوا، فأرداهم ظلمهم في الحافرة، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا، أما بعد لقد هيأ الله سبحانه وتعالي لرسوله صلى الله عليه وسلم من ينصره.

فالتقى في موسم الحج برهط من المدينة من الخزرج فأسلموا ثم رجعوا إلى المدينة ونشروا فيها الإسلام فلما كان العام المقبل صاروا بضعة عشر فالتقى بهم الرسول صلى الله عليه وسلم فلما انصرفوا بعث معهم مصعب بن عمير يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام فأسلم على يديه خلق كثير منهم زعماء الأوس سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، فلما كان العام المقبل وجاء موسم الحج خرج منهم ما يزيد على سبعين رجلا من الأوس والخزرج فدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد أن هجره وآذاه أهل مكة فواعدهم الرسول صلي الله عليه وسلم في إحدى ليالي التشريق عند العقبة فلما مضى ثلث الليل خرجوا للميعاد فوجدوا الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس ولم يؤمن إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه فتكلم العباس والرسول صلي الله عليه وسلم.

والقوم بكلام حسن ثم بايعهم الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يهاجر إليهم في المدينة على أن يمنعوه وينصروه ويدافعوا عنه ولهم الجنة فبايعوه صلي الله عليه وسلم واحدا واحدا ثم انصرفوا ثم علمت بهم قريش فخرجوا في طلبهم ولكن الله نجاهم منهم وبقي الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة إلى حين ويقول تعالي ” ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز” فإنه يجب على المسلم الاتصاف بلين الجانب والسهولة في التعامل مع الآخرين، وبخاصة مع الزوج والأقارب حتى يكون من أهل الجنة، ولا يكون من أهل الاستكبار والعتو والتجبر الذين هم أهل النار، والعياذ بالله، وعن حارثة بن وهب قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” ألا أخبركم بأهل الجنة، كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار، كل عتل جواظ مستكبر” رواه البخاري.

ومسلم، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم متضعف هو أن يستضعفه الناس ويحتقرونه، ويتجبرون عليه لضعف حاله في الدنيا، فيقال تضعفه واستضعفه، ورواية أخرى معناها أنه متواضع متذلل خامل واضع من نفسه، وإن في حال وقوع شيء من هذه المشاحنات فهو أن تؤدي الذي عليك من حق تجاه المشاحن والمخاصم سواء كان زوجا أو أخا أو غيرهما بترك التشاحن والتدابر والهجر والسعي للتصالح معه، فإن قمت بما عليك ثم وجدت منهم جفاء وغلظة فاحتسب الأجرعند الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم.

” لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك” ومعنى تسفهم المل، أى تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم، كما يلحقهم الألم في الرماد الحار، فاتقوا الله عباد الله، وكونوا عباد الله إخوانا فلا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى