اخبار عربية

“المزارع السورية والطاقة الشمسية

“المزارع السورية والطاقة الشمسية

متابعة عبده الشربيني حمام 

تمتلئ حقول محافظة الحسكة، التي طالما شكلت السلة الغذائية لسوريا، بألواح الطاقة الشمسية، حيث وجد المزارعون خياراً فعالاً لري محاصيلهم وإنعاش أراضيهم، في مواجهة شح الوقود والجفاف. وفي أرض مغطاة بزهور القطن في قرية الحدادية بريف الحسكة الشرقي، يقول عبد الله المحمد (38 عاماً) لوكالة فرانس برس: “الطاقة الشمسية أنقذت الزراعة والمزارعين من الانقراض”. قبل ثلاث سنوات، وفي أعقاب الجفاف الذي هدد محاصيل القمح والقطن والشعير في منطقة تعتمد في معظمها على الزراعة البعلية والأمطار، قام المحمد بتركيب العشرات من الألواح الشمسية بسبب انخفاض تكلفتها وعدم توفرها. الديزل والكهرباء لتشغيل طلمبات لاستخراج المياه الجوفية لأغراض الري. ويقول: “قبل الأزمة كان الوقود متوفراً، وكذلك الكهرباء، لكن الوضع أصبح صعباً اليوم”. وكان المزارعون يروون أراضيهم عن طريق تشغيل المضخات التي تستخدم الكهرباء أو المولدات التي تعتمد على الديزل المدعوم. لكن سنوات الحرب الطويلة وانقطاع الكهرباء بسبب شح الوقود ورفع الدعم تدريجيا عنه، دفعت المزارعين إلى البحث عن خيارات بديلة.

وباستخدام الطاقة التي توفرها الألواح في منطقة معروفة بشمسها الساطعة خلال فصلي الربيع والصيف، تمكن المحمد من تشغيل مضخات المياه لري حقول القطن. ويروي كيف وفر عليه ذلك تكلفة الوقود الذي أصبح سعره باهظا إذا توفر، في حين أن ساعات التيار الكهربائي لا تكاد تصل إلى عتبة الأربع ساعات يوميا. وبين عامي 2011 و2021، تراجعت قدرة السلطات على توفير الكهرباء في سوريا بنسبة 57 بالمئة، بحسب تقرير للأمم المتحدة. وهو ما دفع السوريين في مختلف المناطق إلى الاعتماد، تحت الضغط، على الطاقة الشمسية، وليس كخيار صديق للبيئة. ويؤدي التغير المناخي، الذي تعد سوريا من بين الدول الأكثر تضررا منه، إلى تفاقم الوضع مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات هطول الأمطار، مما انعكس انخفاضا في منسوب المياه الجوفية. يوضح المحمد: “كانت المياه تخرج من عمق 30 متراً، لكنها انحسرت إلى عمق 60 متراً”، ما جعل ري المزروعات أكثر صعوبة. واليوم، وبالطاقة الشمسية، نحاول إحياء أرضنا من جديد بعد سنوات اضطر فيها إلى تقليص المساحات المزروعة في حقول القطن والقمح والشعير التي كان يملكها.

الطلب ثابت

ونتيجة لعدة عوامل تتعلق بالتغير المناخي، فمن المرجح أن تتعرض مناطق شمال شرقي سوريا للجفاف مرة كل ثلاث سنوات على المدى الطويل، كما سينخفض ​​هطول الأمطار بنسبة 11 بالمئة خلال العقود الثلاثة المقبلة، بحسب تقرير صادر عن المنظمة الدولية IMMAP. العام التخصصي 2022. وعلى بعد عشرة كيلومترات من قرية الحدادية، يقول حامد العودة (60 عاماً) الذي يعتمد على 272 لوحاً لتوليد الطاقة الشمسية: “لقد تضررت محاصيل المزارعين الذين لا يعتمدون على الطاقة الشمسية”. تضررت، وجفت محاصيلهم… ويبيع بعضهم الآن مولدات كهربائية لشراء الألواح». ونظراً لاعتماده على الطاقة الشمسية، تمكن العودة من زراعة 40 شجرة”, “دونماً من القطن، ويأمل أن يتمكن من زراعة حقول واسعة بالقمح والشعير خلال فصل الشتاء. تكاد الألواح الشمسية تحجب الرؤية من أسطح المنازل وفي المزارع وحتى أمام المحلات التجارية في محافظة الحسكة. وفي حقل كبير بريف الحسكة، يوضح محمد علي الحسين (22 عاماً) الذي يحاول الحفاظ على الأرض التي ورثها عن والده: “في السابق كنا ننتظر ثلاثة أيام أو أكثر للحصول على الوقود وعطشت الأراضي… اليوم نسقي الأراضي منذ طلوع الشمس”. حتى غروب الشمس، الاعتماد على ألواح الطاقة”. وفي ريف القامشلي الغربي، يعتمد المزارع علي الحسين (60 عاماً) أيضاً على نظام الطاقة الشمسية، مشيراً إلى فوائده العديدة: “لا أصوات، لا أعطال، لا حاجة للمازوت أو المازوت، ولا نواجه أي مشاكل”. مشاكل.” وأضاف: “إنه البديل الأفضل للكهرباء، وباستخدام أنظمة الري بالرش، أصبحنا قادرين على توفير المياه وري مساحات أكبر، بعد أن أثر الجفاف الذي شهدته المنطقة سلباً على المواطنين والماشية والزراعة”. لكن ارتفاع الطلب خلال السنوات القليلة الماضية على الألواح الشمسية، كان له تداعيات بيئية لا تؤخذ بعين الاعتبار،

“المزارع السورية والطاقة الشمسية

 

بحسب ما يوضح ديار حسن من شركة “وانلان” لبيع الألواح الشمسية. يقول حسن: “الطاقة الشمسية متجددة وصديقة للبيئة.. لكن عمر الألواح المستخدمة هنا قصير، وهناك طلب عليها لان تكلفتها منخفضة”. وعندما يتم تهالكها، ستجد المنطقة نفسها أمام ألواح غير صالحة للاستخدام، والتي تعتبر نفايات ضارة بالبيئة، خاصة مع عدم وجود مصانع إعادة التدوير. ورغم ذلك يتوقع حسن الاعتماد على الطاقة الشمسية لسنوات طويلة قادمة، ليس لأنها طاقة متجددة، بل لأن السكان بحاجة إلى الكهرباء ولم يعد هناك بديل لها.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى