مقال

عن قضية القيم المزهرة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن قضية القيم المزهرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين عظيم العطاء، وصاحب الكرم والجود والسخاء، يصطفي بالفضائل من عباده من يشاء، المعطي لمن اختصه بقضاء حوائج العباد عظيم الجزاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله الموصوف بنبي الرحمة، والمؤنس للفقراء والضعفاء، فاللهم صلي عليه صلاة ذاكية نامية ما دامت الأرض والسماء، الذي كان كل طعام تيسر من الحلال فهو طعامه صلى الله عليه وسلم وكل فراش أتيح فهو وطاؤه صلى الله عليه وسلم وكل فرد أقبل فهو جليسه صلى الله عليه وسلم، فما تكلف مفقودا، ولا رد موجودا ولا عاب طعاما ولا تجنب شيئا قط لطيبه، لا طعاما ولا شرابا ولا فراشا ولا كساء، بل كان صلى الله عليه وسلم يحب الطيب، ولكن لا يتكلفه.

فسيرته صلى الله عليه وسلم صفحة مكشوفة يعرفها محبوه وشانئوه، ولقد نقل لنا الرواة دقيق وصف بدنه وقسمات وجهه وصفة شعره صلى الله عليه وسلم وكم شيبة في رأسه ولحيته وطريقة حديثه وحركة يده صلى الله عليه وسلم كما نقلوا تفصيل شأنه في مأكله ومشربه ومركبه وسفره وإقامته وعبادته ورضاه وغضبه صلى الله عليه وسلم حتى دخلوا في ذكر حاله مع أزواجه أمهات المؤمنين في المعاشرة، والغسل والقسم والنفقة والمداعبة والمغاضبة والجد، والمزاح وفصلوا في خصوصيات الحياة وضروراتها، وإنه لخليق بكل مسلم أن يجعل له وردا من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، رزقنا الله حب نبيه وحسن اتباعه ظاهرا وباطنا وحشرنا في زمرته مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن قضية القيم المزهرة، والشيم الأخاذة المبهرة، التي أعتقت الإنسان من طيشه وغروره إلى مدارات الحق ونوره، ومن أوهاق جهله وشروره، إلى علياء ذكائه وحبوره لهي جديرة بالتذكير والعناية، والاهتمام والرعاية، وأن الإسلام وحده إياه، لا غيره ولا سواه، هو موئل القيم والفضائل والشمائل، فكانت مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب ومعالي القيم من أسمى وأنبل ما دعا إليه الإسلام، فقد تميّز بنظام أخلاقي فريد لم ولن يصل إليه نظام بشري أبدا، وقد سبق الإسلام بذلك نظم البشر كلها، وذلك لأن الروح الأخلاقية في هذا الدين منبثقة من جوهر العقيدة الصافية، ولقد بلغ من عظم ومكانة الأخلاق في الإسلام أن حصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، مهمة بعثته.

وغاية دعوته في كلمة عظيمة وهى الأخلاق، وإن أزمتنا اليوم هى أزمة أخلاق، وممارستها على أرض الواقع وتعبد الله تعالى بها، فالكثير يصلون ويصومون ويقرؤون القرآن الكريم ويدّعون الإسلام ويملؤون المساجد ثم يخرجون للتقاتل والتنازع والتحاسد فيما بينهم، ويقوم الكثير بالشعائر دون خشوع وتدبر، ودون استشعار لعظمة الله تعالى، فتسوء أخلاقهم وسلوكياتهم في البيت والسوق وفي الوظيفة ومع الجيران، وفى كل مكان، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم “ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة” رواه الترمذي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى