مقال

الوسائل الحديث ما بين مؤيد ومعارض

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الوسائل الحديث ما بين مؤيد ومعارض
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، الذي وجه المسلمين إلي غزوة مؤتة التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة في جمادى الأولى، وسببها غضب الرسول صلي الله عليه وسلم،من مقتل الحارث بن عمير الأزدي، وقد أمر الرسول صلي الله عليه وسلم، على المسلمين زيد بن حارثة وأوصى بإمارة جعفر إن أُصيب زيد ثم بإمارة عبد الله بن رواحة بعد جعفر، وطلب منهم دعوة الناس للإسلام قبل البدء بالقتال، وانتهى القتال بانتصار المسلمين، وكما شارك رسول الله صلي الله عليه وسلم.

في غزوة الفتح والتي وقعت في السنة الثامنة للهجرة من شهر رمضان، وهي ذاتها فتح مكة، وتمثل سبب الفتح في اعتداء قبيلة بني بكر على قبيلة بني خزاعة وقتل عدد منهم، وقد تجهز رسول الله صلي الله عليه وسلم،ومن معه للسير إلى مكة، وأسلم حينها أبو سفيان بن حرب، ومنح رسول الله صلي الله عليه وسلم، الأمان لمن يدخل بيته تقديرا لمكانته، ودخل الرسول صلي الله عليه وسلم، مكة مكبّرا شاكرا الله على الفتح المبين، وطاف بالكعبة المشرفة وحطم الأصنام وصلى صلي الله عليه وسلم، ركعتين عند الكعبة، وعفى صلي الله عليه وسلم،عن قريش، أما بعد فإننا لسنا ضد الوسائل الحديثة، أيا كانت، وإنما نحن ضد استخدامها في الخبث، والشر، والإساءة، والفساد، والتهريج، والتحريف، والتزييف، فإن ذلك يشكل قاعدة حياتية وأخلاقية عامة.

لا تخص وسائل تواصل مثل الفيس بوك والهاتف المحمول والإنترنت والبريد الإلكتروني والتغريدات وغيرها، وبمعنى آخر، فإن الأخلاق هي الأخلاق، تلازم كل وسيلة حديثة أو مستحدثة اتسع فيه فضاء الحرية، أو ارتفع سقفها، ولا يشذ عن هذه القاعدة أيّة وسيلة تعبيرية أو تواصلية تفاعلية، وإن للحرية حدود، ولا يمكن القول في أي زمن مهما اتسع فيه فضاء الحرية بأنه زمن مفتوح على مصراعيه، بمعنى أنه يكسر كل الحواجز والحدود والضوابط والقوانين لدرجة الانفلات والتسيّب، والاستهتار بالقيم، حتى حالات الطوارئ لها ضوابطها ومحددات حريتها، فكما كان للحرية، قبل دخول وسائل التواصل الاجتماعي إلى عالمنا، ضوابطها من قبيل إن حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين، أو أنك لست حرا في إيذاء نفسك أو استجلاب المهانة والذلة لها.

وكما أنك لست حرا في مخالفة تعليمات وقيود المرور المنصوص عليها، فأنت لست مخوّلا في إرعاب الناس وإدخال القلق والاضطراب إلى نفوسهم، تحت أي عنوان أو مبرر، ولست مرخصا أن تدخن في مكان مغلق يشاطرك الآخرون العمل أو السكن فيه، نعم، يمكنك أن تفعل ذلك، بتجاهل متعمد، ولكنك بذلك تتغافل عن الأضرار التي يمكن أن تلحق بالذين تتعدى حريتك عليهم، وهذا هو بيت القصيد في الاحتراز للحرية، وحمايتها من الانفلات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى