مقال

غزة دمار وخراب وحصار وتهجير وكارثة إنسانية لم تشهد مثيلاتها من قبل

جريدة الاضواء

غزة دمار وخراب وحصار وتهجير وكارثة إنسانية لم تشهد مثيلاتها من قبل

كتب حاتم الورداني علام

قال سلاح الجو الإسرائيلي إنه أسقط “حوالي 6000 قنبلة ضد أهداف تابعة لحماس” في غزة منذ هجوم يوم السبت، وهو ما يعادل تقريبًا عدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في أفغانستان في عام كامل.

ويستمر سلاح الجو الإسرائيلي في تكثيف الغارات الجوية على قطاع غزة لليوم السابع مع تزايد عدد القتلى والمخاوف من وقوع كارثة إنسانية في القطاع الفلسطيني المحاصر.

ووجهت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اتهامات للجيش الإسرائيلي باستخدام ذخائر الفوسفور الأبيض في غزة ولبنان، مشيرة إلى أن استخدام مثل هذه الأسلحة يهدد المدنيين بالتعرض لإصابات خطيرة وطويلة الأمد.

فيما كثفت إسرائيل غاراتها على غزة، ووسعت رقعة الإستهدافات لتشمل جنوب لبنان وقرب الحدود المصرية، فيما أعلنت كتائب القسام تصعيد عملياتها.

وأطلقت حركة حماس السبت الماضي عملية “طوفان الأقصى” تم خلالها استهداف إسرائيل بعدة آلاف من الصواريخ من قطاع غزة، كما نفذ المقاتلون الفلسطينيون عمليات نوعية.

وردا على ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنامين نتنياهو الفلسطينيين إلى مغادرة غزة، مهددا بتدمير حركة “حماس” وتحويل غزة إلى خراب.

شهد جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً بالتزامن مع حرب غزة، وبدأ الجيش الإسرائيلي بحشد قواته وآلياته على الجبهة الشمالية.

وأعلن كلّ من الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” اللبناني عن قصف الجانب الآخر بالصواريخ، منذ اليوم التالي لبدء عملية حركة حماس على أهداف إسرائيلية خارج قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.

في رأيي المتواضع أن الأمور الآن لا تسير وفق خطة “حماس”، وهو ما ينعكس في الخطوات غير المدروسة، مثل الوعيد بقتل الرهائن، وهو ما سيلحق الضرر بحماس نفسها بشكل واضح

لم تدرس حماس العواقب الوخيمة لهذه الحرب التى بدأتها فهى نجحت في بدايتها ولم يكن في حساباتها كل هذه الأضرار الجسيمة التي لحقت بقطاع غزة ومازالت مستمرة ولكن السؤال هنا هل ستنجح في نهايتها ؟

أما القصف الشامل للمناطق المدنية، وقطع الكهرباء، والمياه، والوعود الإسرائيلية بعدم ترك سوى الخيام في غزة، والضغط المكثف على مصر لسحب سكان غزة، يشير إلى أن القضية تتعلق بالتطهير العرقي، وإخلاء غزة من السكان الفلسطينيين ، وقد بدأت إسرائيل بالفعل في إنجاز هذه المهمة.

فيما خرج بيان وزارة الخارجية المصرية أكدت خلاله أن القاهرة ترفض مطالبة الجيش الإسرائيلي لسكان غزة بمغادرة منازلهم والتوجه جنوبا.

وأكد بيان للخارجية المصرية على أن هذا الإجراء يعد مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وسوف يعرض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، فضلاً عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابها.

وطالبت مصر الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن القيام بمثل تلك الخطوات التصعيدية، لما سيكون لها من تبعات خطيرة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة

نتحدث عن جانب آخر من هذه الحرب وهو مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل
فإن العمل مع كل من أوكرانيا وإسرائيل في وقت واحد أمرًا صعبًا للغاية. تخاطر الولايات المتحدة بمواجهة موقف، يتعين عليها فيه اختيار الأولوية الأهم للمساعدات. واسمحوا لي أن أذكركم بأن جزءًا كبيرًا من الصواريخ والقذائف من احتياطيات واشنطن قد تم استخدامها بالفعل لدعم مكتب زيلينسكي”.

“بالإضافة إلى ذلك، فإن كلا البلدين بحاجة ماسة إلى صواريخ الدفاع الجوي. وهذه مساعدة بالغة الأهمية، ولا يمكن تحقيقها بنصف تدابير. وقد أعلنت تل أبيب عن حاجتها إلى توريد الذخيرة لأنظمة الدفاع الجوي. سيكون من الصعب رفض طلبها، وفي هذه الحالة لن تتلقى أوكرانيا الدعم الكافي

أما ردة فعل الجانب السعودي
أعلنت المملكة العربية السعودية تعليق محادثات التطبيع مع إسرائيل، وذلك أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للرياض، “لمناقشة هجمات حماس ضد إسرائيل”، وبحث سبل منع توسع الصراع

أما ردة فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد
قال بوتين إن حصار غزة غير مقبول، مضيفا أن الدعوات التي نسمعها بما في ذلك في الولايات المتحدة بفرض حصار على غزة يعيد إلى الأذهان حصار لينينغراد القرن الماضي.

وقال أبو الغيط: مطالبة إسرائيل لسكان قطاع غزة بالانتقال إلى جنوبه “جريمة حرب جديدة.

من جهة أخرى يلوح الضباب في أفق العلاقات المصرية الإسرائيلية، بعد إعلان مصر عن إرسال قافلة معونات إلى سكان غزة، والذي تلاه تحذير إسرائيلي لمصر، أعلنت عنه القناة الإسرائيلية 12، من انه سيتم قصف أي قوافل وقود او معونات تتجه إلى غزة

فكرة توطين الفلسطينيين في سيناء قديمة، وتظهر على السطح من حين لآخر، وطرحت للمرة الأولى في الخمسينيات، واقترحتها إسرائيل على مختلف الرؤساء المصريين، دون أن تخرج الفكرة إلى حيز التطبيق
لأن جميع الرؤساء المصريين السابقين رفضوا هذه الفكرة بالكلية كذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي يرفض أن يترك الفلسطينيين أراضيهم الأصلية وموطنهم التى يريد العدو الصهيوني الإستيلاء عليها واحتلالها كما احتل أراضيهم السابقة التي يستوطن فيها حاليا

كما أثار هذا التوجه الإسرائيلي حملة انتقادات ورفض مصرية حادة، لم تقتصر على شبكات التواصل الاجتماعي، وإنما انتشرت في وسائل الإعلام المؤيدة للسلطة انتقادات غاية في الحدة ضد هذه الفكرة، وأكد معلقو هذه الوسائل الإعلامية أن مصر ترحب دوما بالفلسطينيين ولكن ليس للتوطين في سيناء وأن الفلسطينيين أنفسهم لا يمكن أن يقبلوا بوضع من هذا النوع.

يبقى أن التحرك الإسرائيلي المنتظر باقتحام بري لغزة، مع وعود بأنها ستكون مواجهة عنيفة وقاسية، يمكن أن يدفع، بالفعل، مئات الآلاف من سكان القطاع – وكما أشار الكاتب ايدي كوهين – إلى الحدود مع مصر … وهو احتمال يطرح السؤال عن كيفية تصرف القاهرة لمواجهة وضع من هذا القبيل؟

لم يسقط طوفان الاقصى بنيامين نتنياهو ولم يزل إسرائيل من الوجود. قد لا تسقط الحرب اتفاقات التطبيع ولكنها اسقطت عمليا السلطة الفلسطينية

يندرج الصراع الدائر بين حركة حماس وإسرائيل تحت نظام عدالة دولي معقد نشأ منذ الحرب العالمية الثانية.

حيث انبثقت قواعد الصراع المسلح المتفق عليها دوليا من اتفاقيات جنيف لعام 1949، والتي صادقت عليها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وتم استكمالها بأحكام أصدرتها محاكم دولية معنية بجرائم الحرب.

وتنظم سلسلة من المعاهدات معاملة المدنيين والجنود وأسرى الحرب في نظام يعرف إجمالا باسم “قانون النزاعات المسلحة” أو “القانون الإنساني الدولي”. وينطبق هذا القانون على القوات الحكومية والجماعات المسلحة المنظمة، ومن بينهم مقاتلوا حماس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى