مقال

ثمرة من ثمار الإيمان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ثمرة من ثمار الإيمان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد ليدع كل منا قول “ما اقتنعت، أو ما يُعقل أو وما يدخل مزاجي” وليدع هذه الكلمات وأمثالها عند الكوكب، كما قال ابن عمر رضي الله عنهما لمن سأله عن استلام الحجر، فقال ابن عمر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله، فقال أرأيت إن زُحمت ؟ أرأيت إن غُلبت ؟ فقال ابن عمر اجعل أرأيت باليمن، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله” رواه البخاري، وقال لمن سأله عن قيام الليل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة ” فقال السائل أرأيت إن غلبتني عيني ؟ أرأيت إن نمت ؟ قال اجعل أرأيت عند ذلك النجم” رواه ابن ماجه.

هكذا فلتعظم السنة وليُربّى عليها الأولاد والأتباع، وإن الأمان هو ثمرة من ثمار الإيمان، وحصيلة من حصائل العقيدة الصافية، والإيمان والعقيدة الصافية لا يكونان إلا بعد الدخول في الإسلام وفهمه جيدا، وتطبيقه عملا، فالنفس في الإسلام ملك لله تعالى، ولابد أن تعيش آمنة مطمئنة وفق شرع الله، فلا يحق لصاحبها أن يوردها المهالك، أو يحملها فوق طاقتها، ولا أن يقتل المرء نفسه للخلاص من قلق حلّ به في الدنيا، لأي سبب من الأسباب، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول “لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان لابد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي” ويقول صلى الله عليه وسلم في توعّد لمن قتل نفسه “من قتل نفسه بشيء فهو يجؤها به في نار جهنم” وقاتل نفسه في النار وحتى يأمن المسلم من أخيه المسلم.

ويطمئن إلى عدم إلحاق ضرر به منه، ويقول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع “أي يوم هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال، أليس هذا يوم النحر؟ قلنا بلى، قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم” فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يجهل اليوم والشهر والبلد، ولكنه سألهم سؤالا تقريريا ليمكن الجواب من نفوسهم، ويثبت ما سوف ينبنى عليه من حكم، وكجزاء لعقاب تخويف المسلم، وزعزعة الأمن من نفسه، بالاعتداء عليه، جاء العقاب الشديد الذي جعله الله زاجرا لمن يقتل نفسا بغير حق، فقال تعالى ” وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله”. 

ويقول الله سبحانه وتعالى في عقاب العمد الذي أزال الاطمئنان من النفوس ” ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ” وكذلك أيضا فإن القصاص من أسباب الاطمئنان في المجتمع، وأنواع العقوبات المفروضة تطمئن المجتمع، وتزيل الحقد من النفوس، وتردع من تسول له نفسه الإقدام على أمر فيه جناية، وإخلال للمجتمع، فالقصاص من أسباب الاطمئنان في المجتمع والقضاء على الجريمة، لأنه يقضي على الفئات الفاسدة في المجتمع، حتى لا يتوسع نطاق عملها في أجزاء أخرى منه، حسبما نرى في المجتمعات الغربية، التي رأفت بالمجرم لأنه في نظرهم يحتاج إلى الرعاية والعطف، فهو لم يرتكب الإجرام في نظر المهتمين بأمره، إلا من مؤثرات تحيط به من صحية أو اجتماعية أو أسرية أو غيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى