مقال

رسول الله يعظ عثمان بن مظعون

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن رسول الله يعظ عثمان بن مظعون

بقلم / محمــــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين 23 أكتوبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي أرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى أن من أحب إنسانا فليعلمه بحبه إياه، فها نحن نعلنها اليوم جميعا إني أحبك يا رسول الله، أحبك يا رسول الله، لأن الله تعالى أحبك واصطفاك وقربك إليه واجتباك فأنت القائل ” أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي” رواه الحاكم، فأحبك يا رسول الله لأنك خليل الله، وصفوته من خلقه ومجتباه، فأحبك يا رسول الله وأكثر من الصلاة عليك، لأكون قريبا منك يوما القيامة، وأحبك يا رسول الله لأنك علمتنا الإسلام، وعلمتنا كل خير وسعادة ووئام، فأحبك يا رسول الله يا صفي الله يا علم الرشاد. 

ويا خير المرسلين إلى العباد يا رفيع القدر يا نجم الثريا، يا شفيع الخلق في يوم التنادي، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد كان من بين أصحاب النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام صحابي جليل هو عثمان بن مظعون، وكان عثمان متبتلا غير مشفق على نفسه، حتى لقد همّ ذات يوم أن يتخلص كليا من نداء غريزته، وذات يوم دخلت زوجته على السيدة عائشة رضي الله عنه، فوجدتها عائشة رثَة الهيئة مكتئبة، فسألتها عن أمرها، فقالت إن زوجي عثمان صوام قوام، أي يصوم النهار، ويقوم الليل، فأخبرت السيدة عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحال هذه المرأة، امرأة عثمان بن مظعون فالتقى النبي عليه الصلاة والسلام بعثمان، وقال له يا عثمان، أما لك بي من أسوة ؟ 

قال عثمان بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ماذا فعلت ؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تصوم النهار وتقوم الليل ؟ قال عثمان إني لأفعل، قال عليه الصلاة والسلام لا تفعل، إن لجسدك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعطى كل ذي حق حقه، وفي صبيحة اليوم التالي ذهبت زوجة عثمان إلى بيت النبوة عطرة نضرة، كأنها عروس، واجتمع حولها النسوة اللاتي كانت تجلس بينهن بالأمس رثة بائسة، وأخذن يتعجبن من فرط ما طرأ عليها من بهاء وزينة، قلن لها ما هذا يا زوج بن مظعون ؟ قالت وهي مغتبطة أصابنا ما أصاب الناس، فهى إنسانية النبي عليه الصلاة والسلام لم تحتمل حال زوجة يؤرقها هجر زوجها، فذكر زوجها بما لها عليه من حق، وكان عليه الصلاة والسلام أرحم الخلق بالخلق، فمن أقواله المؤكدة لهذه الحقيقة.

“لأن أمشي مع أخ في حاجته أحب إلي من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرا ” وقد سئل صلى الله عليه وسلم” يا رسول الله أي الناس أحبهم إلى الله ؟ قال أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس” رواه الطبراني، وقال صلى الله عليه وسلم “إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله” رواه الطبراني، ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا “من كان وصلة لأخيه إلى ذي سلطان في مبلغ بر أو إدخال سرور رفعه الله في الدرجات العلى من الجنة” رواه الطبراني، ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم “إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العبد و يقرها فيهم ما بذلوها فإذا منعوها نزعها عنهم وحولها إلى غيرهم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى