مقال

الأخلاق الصحيحة الأصيلة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الأخلاق الصحيحة الأصيلة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم السبت 28 اكتوبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي أخبرنا بأن أرواح الشهداء في جوف طير خضر، وقد يتساءل المرء كيف تكون روح المؤمن في حوصلة الطير فذلك حبس لها، وتضييق عليها؟ والجواب بأن الطير مركبة لها، كما يركب أحدنا سيارة تحمله من مكان إلى آخر، وقال أحد العلماء في الجواب عن ذلك، إن الله جعل أرواح الشهداء في أجواف طير خضر، فإنهم لما بذلوا أنفسهم لله، أعاضهم عنها في البرزخ أبدانا خيرا منها، تكون فيها إلى يوم القيامة، ويكون نعيمها بواسطة تلك الأبدان، أكمل من نعيم الأرواح المجردة عنها ولهذا كانت نسمة المؤمن في صورة طير أو كطير.

ونسمة الشهيد في جوف طير، وأن الشهيد لا يسأله الملكان في قبره، لأن القصد بسؤالهما، فتنة الميت وامتحانه، والشهيد قد امتحن بأهوال الحرب وفزعاتها، وتعرضه للموت وهو ثابت حتى استشهد، فكان ذلك امتحانا كافيا في الدلالة على قوة إيمانه، وذلك للشهيد المخلص، وإن الأخلاق الصحيحة الأصيلة، التي تسمو بصاحبها لا تكون إلا من طريق الدين لأن الله سبحانه وتعالى، عنده مكارم الأخلاق، فإذا أحب الله عبدا منحه خُلقا حسنا كما ورد في بعض الأحاديث، إن مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أحب الله عبدا منحه خلقا حسن، وإن الدين ومكارم الأخلاق هما شيء واحد لا يقبل أحدهما الانفصال عن الآخر، ومن دون دين لا يمكن أن تكون هناك أخلاق، ولا يمكن أن تكون هناك أخلاق إلا عن طريق الإيمان بالله عز وجل أولا.

والإيمان بخلود النفس ثانيا، والإيمان بالحساب بعد البعث ثالثا، وعن ابن عباس رضى الله عنهما، النبي صلى الله عليه وسلم قال ” أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم” رواه ابن ماجه، وعن الإمام علي بن أبي طالب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم “علموا أولادكم وأهليكم الخير وأدبوهم” وإذا أردت أن تقنع ضعاف الإيمان فإنك تحتاج إلى التعليل، لكن لو فرضنا أن الإنسان لم يعرف التعليل ألا ينبغى أن ينفذ الأمر الإلهي؟ ولا ينبغي أن تعلقه على التعليل، ولكن التعليل يقوى إيمانك، فإن التعليل يجعل الشريعة معقولة، والتعليل يجعلك تعلم الناس، أما المؤمن الصادق فلأن الله أمر انتهى، ولأن الله نهى انتهى، وعلة أى أمر أنه أمر، ولكن هذه الدابة إذا ماتت دمها فيها، فإن كل الأمراض والأوبئة وعوامل الضعف فى الدم، فإذا بقى الدم في الدابة فقد أصبحت مؤذية في تناولها.

فيا طالب الحق لا يروعنك ما تراه من التهويل والإرعاد والابراق في كتب أولئك المؤلفين مادام الحكم بينك وبينهم كتاب الله تعالى وسنة نبيه الصادق الامين صلي الله عليه وسلم فمنهما تعرف أي الفريقين أحق بالأمن ومنهما تجزم بأن الهدى والضلالة والسنة والبدعة ليست موقوفة على اقوالهم ولا ملازمة لتأويلاتهم وتمحلاتهم التي ينصرون بها اقوال المقلديهم بل الهدى هدي محمد صلي الله عليه وسلم وآله والسنة ما هو عليه واصحابه والضلالة والبدعة ما خالف حكم الكتاب العزيز وعارض احاديث الرسول صلي الله عليه وسلم وكل محدث بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى