مقال

القواعد العسكرية الأمريكية و تطبيع العلاقات بين الدول العربية و إسرائيل

جريدة الاضواء

القواعد العسكرية الأمريكية و تطبيع العلاقات بين الدول العربية و إسرائيل
بقلم أزهار عبد الكريم

يأخذنا الحديث عن لماذا لم يتحد العرب صفاً واحداً على قلب رجل وأحد وكلمة وأحده ؟ ولماذا يتم التطبيع بهذا الشكل الكامل سواء الدبلوماسي أو السياسي أو الأقتصادي مع بعض الدول العربية وهل هناك فرق بين السلام والتطبيع ؟

لنعد أولاً لمعرفة لماذا سمحت الدول العربية بإقامة العديد من القواعد العسكرية الأمريكية على أراضيها وهذا يعود بنا الى بداية التسعينات حيث كان السبب الأول بعد غزو العراق على دولة الكويت الأمر الذي دعا الدول العربية إلى الاستعانة بالولايات المتحدة الأمريكية لتتصدى لهذا الاعتداء ولكن جديراً بالذكر كان هناك شروط وقواعد لهذا التدخل إلا أنه كان خطأ فادحاً من العرب أجمع بأن يحدث مثل هذا التدخل ، وبطبيعة الحال أستغلت أمريكا هذا وبعد الانتهاء من حرب العراق على الكويت شرعت فى غزو العراق بحجة وجود أسلحة نووية بها الأمر الذي كان يستدعي أقامه قواعد عسكرية في معظم الدول العربيه من أجل الدفاع عنهم أو هكذا اوهمتهم .

حيث أن القاعدة العسكرية هي عبارة عن منشأة عسكرية تخضع بشكل مباشر وتدار بواسطة الجيش و تستخدم كمأوى للقوات المسلحة وتخزين المعدات العسكرية وأيضاً لأغراض التدريب كما تستخدم القواعد العسكرية فى خارج الدولة لغرض القوة والتأثير على الأحداث كمناطق تجميع عسكريا أو للدعم اللوجستي والإتصالات أو الدعم الاستخباراتي وتختلف أحجام القواعد العسكرية حسب حجم القاعدة وبنيتها التحتية
كما أنها من الممكن أن تحوى مدن عسكرية كاملة التجهيزات وايضاً تحتوى على مدارج هبوط الطائرات ومهبط للمروحيات..

ونجد أن الولايات المتحدة الأمريكية هى اكبر دولة تمتلك قواعد عسكرية فى الخارج فعلى سبيل المثال لا الحصر القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة فى الدول العربية والإفريقية
النيجر بها اكبر قاعدة عسكرية أمريكية وهي اكبر قاعدة طائرات مصيره كذلك القاعدة العسكرية الأمريكية في جيبوتي أيضاً قطر بها اكبر قاعدة عسكرية أمريكية ،العراق بها 7 قواعد عسكرية أمريكية ، تركيا بها قاعدتين عسكريتين أمريكية
المملكه العربيه السعوديه بها قاعدتين عسكريتين أمريكية ،والاردن وليبيا واليونان وغيرهم يوجد به قواعد عسكرية أمريكية ،فهذه القواعد العسكرية دليل على قوة وسيطرة وهيمنة الدولة صاحبة هذه القواعد العسكرية …

من ناحيه اخرى تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل وهنا يجب التفريق بين مصطلح السلام و مصطلح التطبيع ف أول الدول التي قامت باتفاقيات سلام مع إسرائيل هي دولة مصرولكنه كان سلام المنتصر الفخور والمعتز بانتصاره وقامت هذه الإتفاقية ، ليس من أجل الخوف وإنما من أجل الحد من التوتر في باقي المنطقة ونشر السلام العادل والشامل حيث تم توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية يوم 26 مارس 1979 فى اعقاب اتفاقية كامب ديفيد 1978 وكان ذلك في اعقاب انتصار المصريين فى حرب اكتوبر العظيم عام 1973

أما التطبيع فهو مصطلح سياسي يشير إلى جعل العلاقات طبيعية بعد فترة من التوتر أو القطيعة لاي سبب كان حيث تعود العلاقات الطبيعية وكأن لم يكن هناك خلاف أو قطيعة سابقة وهو من الناحية الاجتماعية اعتبار الأفكار والسلوكيات التي تكون خروج عن الأعراف الاجتماعية والتقاليد المعروفة والنظر إليها على أنها طبيعية ومألوفة ،
كما لاحظنا في اتفاقية التطبيع بين دولة الامارات العربية المتحدة وإسرائيل وهى معاهدة تشمل العلاقات الدبلوماسية والتطبيع الكامل بين شعبي الامارات العربية وإسرائيل .

وهذا التطبيع الفلسطيني الإسرائيلي ما نادى به الرئيس الراحل محمد أنور السادات وهو العربي الوحيد الذي حارب الكيان الإسرائيلي وانتصر عليه وحرر الأرض ثم قام باتفاقية سلام، سلام المنتصر أيضاً طلب بحقوق الشعب الفلسطيني في خطابه الشهير داخل الكنيست وطلب بالعوده لحدود ما قبل 67 وطلب بالانسحاب الكيان من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس والتاكيد على حق الشعب الفلسطيني في أقامه السلطة الوطنية المستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي طالب الرئيس السادات الفلسطينيين والصهاينة بالتفاوض والاعتراف المتبادل وهذا ما حدث في إتفاقية أوسلو 1993 حيث قام الرئيس ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية اعترافاً رسمياً بالكيان الصهيوني كدولة إسرائيلية وفي رساله رسميه إلى رئيس الوزراء الصهيوني اسحاق رابين وفي المقابل اعترف الكيان الصهيوني بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني ونتج عن إتفاقية أوسلو تأسيس حكم ذاتي فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وهذا وفق مبدأ الأرض مقابل السلام ….

إلا أن المجازر الصهيونية لم تتوقف فى حق الفلسطينيين سواء فى الضفة الغربية من خلال اقتحامات وتهجير المخيمات الفلسطينية وبناء المستوطنات الصهيونية وتهويد القدس أو في قطاع غزة الذي يتعرض لابادة جماعية وتطهير عرقي ، وأصبح التفاوض على حياة البشر وليس على استعادة الحقوق و الأراضي المسروقة ..
أزهار عبد الكريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى