مقال

التعبد لله بعبادة عظيمة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن التعبد لله بعبادة عظيمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم السبت : الموافق 4 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، من فضل الله عز وجل على هذه الأمة أن اختص عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء بخصائص كثيرة، تشريفا وتكريما له، مما يدل على جليل قدره وشرف منزلته عند ربه، فجعله أفضل الرسل والأنبياء وخاتمهم، وخير خلق الله أجمعين، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع” رواه البخاري، وجعل حبه صلى الله عليه وسلم دينا ندين الله به، ونتقرب به إليه، ولن يبلغ أحد محبة الله عز وجل إلا باتباعه صلى الله عليه وسلم.

ولا تفتح الجنة لأحد قبله حتى يدخلها، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، فعليكم بجبر الخواطر وتذكروا جبر خاطر الله لعبادة حين رد موسي لأمه لتقر عينها وقال تعالي “فرددناه إلي أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون” وأما اليتيم فلا تقهر جبر خاطر لليتيم، كما أجبر النبي صلى الله عليه وسلم بخاطر إبن زعيم المنافقين عبدالله بن عبدالله بن أبي بن سلول، عندما طلب منه أن يصلي علي أبيه وفعل النبي صلى الله عليه وسلم, وجبر بخاطر أهل مكة عندما عفي عنهم وجبر بخاطر أبي سفيان عندما قال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، انظرو كيف جبر بخاطر أخته الشيماء عندما جاءت لتزوره، وجبر الخاطر تشمل الاعتذار والكلمة الطيبة والابتسامة.

والهدية وقضاء مصالح الناس والتزاور والسؤال والمساواة حتي الدعاء نفسه جبر خاطر، ونكاد نقول إن مكارم الأخلاق قائمة علي جبر الخواطر، أما الثمرات التي سوف نجنيها من هذه العبادة أولا عند جبر خاطر من حولك فأنت تعبد الله بعبادة عظيمة تكاد تكون عبادة مهجورة، كما أنني عند جبر الخواطر أدخل السعادة والفرح والسرور علي الناس والنبي صلي الله عليه وسلم، عندما سأله رجل أي الناس أحبهم إلي الله قال “أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلي الله سرور تدخله علي مسلم” وأخيرا فإن الله يجبر بخاطر من يجبر خواطر الناس، من صار بين الناس جابرا للخواطر أدركته عناية الله في جوف المخاطر، ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة، فأنزل الله عليه قوله تعالى “إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد”

إلى مكة، وهى بشارة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم برده إلى مكة قاهرا لأعدائه، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الغار ليلا مهاجرا إلى المدينة في غير الطريق مخافة الطلب، فلما رجع إلى الطريق ونزل الجحفة عرف الطريق إلى مكة فاشتاق إليها فقال له جبريل إن الله يقول”إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد” أي إلى مكة ظاهرا عليها، ومن أراد أن يعرف حقيقة الجدية، ويراها واقعا عمليا، فعليه بسيرة السلف الصالح رضي الله عنهم، ولقد أوصى الإسلام الحنيف الإنسان أن يفعل الخير مع الناس، بغض النظر عن معتقداتهم وأعراقهم، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،

ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله في من عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى