مقال

التربية وحب الوطن والوطنية

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن التربية وحب الوطن والوطنية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأثنين الموافق 6 نوفمبر

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده وعلى آله وصحبه وجنده أما بعد إن الأسرة لها دور كبير وخطير في توعية الطفل وتثقيفه ثقافة دينية، وثقافة تربوية وعلمية، وعلى الوالد أن يجلس مع أولاده بعض الوقت كل يوم، يلاعبهم ويعلمهم، ويبث فيهم معتقداته وأفكاره، ولا يتحجج أحد بأنه ليس لديه الوقت الكافي للجلوس مع الأولاد، لا بد أن يخصص لهم وقتا ولو قصيرا، لأنهم مسؤولون منه، وفي الحديث الشريف يقول النبي صلي الله عليه وسلم” وإن لأهلك عليك حقا” فللمرأة وللأولاد على الرجل حق، ولا بد أن يعطيهم جزءا من وقته، هذا ويقع على الأم العبء الأكبر في هذا الموضوع، فهي الأقرب للأطفال، وهي التي تجلس معهم الوقت الأكثر، والمراحل الأولى من العمر خصوصا.

ولذلك فقد اعتنى الإسلام بحسن اختيار الرجل زوجته، واختيارها على أساس الدين، وواجب على الأب أن يوضح للزوجة ما خفي عنها من الأمور، ويوفر لها الوسائل لتربية أبناءها وتثقيفهم، فأين هؤلاء الذين يدعون حب الوطن والوطنية ولا ترى في أعمالهم وسلوكياتهم وكلامهم غير الخيانة والعبث بمقدراته، والعمالة لأعدائه، وتأجيج الفتن والصراعات بين أبنائه، ونشر الرذيلة ومحاربة الفضيلة أين الوفاء للأرض التي عاشوا فيها وأكلوا من خيراتها، وترعرعوا في رباها، واستظلوا تحت سماها، وكانت أرض الإيمان والتوحيد والعقيدة الصافية، وإذا كان حب الوطن فطرة، فإن التعبير عنه اكتساب، وتعلم، ومهارة، فهل قدمنا لأطفالنا من المعارف ما ينمّي لديهم القدرة على الإفصاح عمليا عن حبهم لوطنهم؟ 

وهل علمناهم أن حب الوطن يقتضي ان يبادروا إلى تقديم مصلحته على مصالحهم الخاصة؟ فلا يترددوا في التبرع بشيء من مالهم من أجل مشروع يخدم مصلحته، أو أن يسهموا بشيء من وقتهم، او جهدهم، من أجل إنجاز مشروع ينتفع به، هل علمناهم أن حب الوطن يعني إجبار النفس على الالتزام بأنظمته، حتى وإن سنحت فرص للإفلات منها، والالتزام بالمحافظة على بيئته ومنشآته العامة، حتى وإن رافق ذلك مشقة؟ هل دربناهم على لأن يكونوا دائما على وفاق فيما بينهم، حتى وإن لم يعجبهم ذلك، من أجل حماية الوطن من أن يصيبه أذى الشقاق والفرقة؟ إنها تساؤلات إجابتها الصادقة هي معيار أمين، إن من أهم الوسائل لتربية الطفل ثقافيا وعلميا هو دور الحضانة والمدرسة، وينضم إليهما ما يسمى بالكتاتيب.

فهي لا زالت موجودة في بعض القرى، ويجب على الوالد أن يحسن اختيار دار الحضانة التي يودع فيها ابنه، وأقصد هنا الحضانة التعليمية التثقيفية، وليس حضانة الرضع والصغار دون سن الرابعة، والطفل في سن الحضانة يحب جدا المعلمة ويتخذها قدوة، وهي عنده بمنزلة الأم خصوصا إذا كانت عطوفة عليه، وتقوم بواجب رعايته بأمانة، ومن ثم فهي تؤثر في شخصيته بدرجة كبيرة، وكلما كانت المعلمة قدوة حسنة، وملتزمة بأخلاق الإسلام وآدابه وتعاليمه، كلما خرج الطفل وتعلم بطريقة أفضل، وكلما كانت المعلمة ذات ثقافة وعلم كلما كانت أكثر قدرة على بث الآداب والفضائل في الأولاد، وأشد تأثيرا فيهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى