مقال

الطفل ودوره في الحياة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الطفل ودوره في الحياة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 7 نوفمبر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد إن السبل المعينة على حسن تربية الأبناء هو إستحضار فضائل التربية في الدنيا والآخرة هذا مما يعين الوالدين على الصبر والتحمل فإذا صلح الأبناء كانوا قرة عين لهم في الدنيا وسببا لإيصال الأجر لهم بعد موتهم، ولو لم يأت الوالدين من ذلك إلا أن يكفي شرهم ويسلم من تبعتهم، وأيضا استحضار عواقب الإهمال والتفريط في تربية الأبناء والتي منها أن الوالدين لن يسلما من أي أذى يرتكبه الأبناء في الدنيا وسيكونون سببا لتعرضهم للعقاب في الأخرى، وإنه ينبغي علينا أيها الآباء أن نقوم بربط أشياء عملية في الواقع ببعض التعاليم الإسلامية السمحة كأن نقول للأطفال في المدرسة على سبيل المثال إن الله نظيف يحب النظافة.

وبالتالي يعطيه المعلمون دفعة إيجابية قوية يشعر الطفل حينها بأن له دورا أساسيا في هذا الحياة، كما تجعله يشعر بقيمة نفسه، وبالتالي تجدد ثقته في نفسه، ليكون الناتج في النهاية تعزيز شخصية الطفل الإيجابية، ولكن عندما نتحدث عن سن الطفل ذي الشخصية السلبية الذي جاوز الأعوام العشرة، كيف للأسرة أن تخلص هذا الطفل من هذه الشخصية السلبية؟ وأنه عليكم أن تراقبوا أنفسكم أولا في المنزل، بمعنى أن الابن دائما يتصرف نتيجة تصرف الأب والأم في المنزل، فسلوك الطفل ما هو إلا رد فعل على سلوك أبويه، كأن تقول الأم لطفلها بصوت عالى لا ترفع صوتك، وهي في نفس الوقت صوتها عالى، فأول خطوة على الأهل أن يقيموا تصرفاتهم، ثم يجتهدوا في تحويل تلك السلوكيات السلبية الخاطئة إلى سلوكيات إيجابية.

يستطيع أن يستفيد منها الطفل على المستوى الشخصي، لذلك لا بد أن يقوم الآباء بإعطاء بعض الاختيارات الخاصة به في المنزل، والتي تجعله يعتمد على نفسه، كأن يختار أكلته المفضلة، أو أن يختار أدواته المدرسية، أو الألعاب التي يفضلها، أما الخطوة الثانية فهي تشجيع الطفل على السلوكيات الإيجابية، ولكن الأمر الهام أن الطفل يجب أن يؤمن بأنه يعيش في وسط بيئة تتقبل أفعاله وسلوكياته المختلفة، الإيجابية أو السلبية، وأن حب الآباء لهم غير مشروط بأفعال معينة، بغض النظر عن علاماته المدرسية، جيدة أم رديئة، وسلوكياته صحيحة أم خاطئة، مع العمل على إخبار الآباء أطفالهم دائما بأنهم يغضبون من تصرفاتهم السلبية، ولكن هذا لا يمنع ولا يقلل من حبهم تجاه أطفالهم الصغار.

وكما يجب أن يعلم الطفل تمام العلم بأنه في بيئة يكون مُعرضا فيها لارتكاب الأخطاء، والعمل على تصحيحها هو الشيء الأهم، وعندما نتحدث عن تعديل سلوكيات الأطفال السلبية إلى سلوكيات صحيحة إيجابية، يجب أن يبدأ الآباء بتعديل السلوكيات الخاصة بهم، والتي يراها الأطفال يوميا في المنزل، بالإضافة إلى استخدام عنصر التشجيع دائما في كل عمل يقوم به الطفل في حياته، حتى تتحول سلوكيات الطفل تدريجيا إلى سلوكيات إيجابية لأن هذه السلوكيات من الصعب جدا أن يغير قناعته تجاهها في الكبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى