مقال

الأمن في الأوطان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الأمن في الأوطان
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 13 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما، لقد رأينا جانبا يسيرا من الأبعاد الإنسانية والأخلاقية، وكيف طبقها النبي صلى الله عليه وسلم، والتي كان لها بلا شك أكبر الأثر في انتشار الإسلام، ووصوله شرقا وغربا وليس ذلك بمستغرب على شخصية أكرم الله بها الدنيا والإنسانية جمعاء، عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أتحدث إليكم، وليت العالم كله اليوم يتعلم هذه القيم العظيمة، لأنه ببساطة شديدة عندما تغيب هذه المثل والأبعاد الإنسانية سيتولد الحقد والبغضاء في النفوس، وتحل الكراهية في النفوس بدلا من الحب والصفاء ويعيش العالم كله في حالة من التوتر والقلق.

وإن من مظاهر الفساد هو زعزعة الأمن، فإن الأمن في الأوطان مطلب كل يريده وكل يطلبه، فإنه أول مطلب طلبه نبى الله إبراهيم عليه السلام من ربه فقال عز وجل، فقال تعالى في كتابه الكريم فى سورة إبراهيم ” وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام ” ثم قال تعالى في الآية الثانية فى سورة ألبقرة ” وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد امنا وارزق اهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر” فأول طلب طلبه نبى الله إبراهيم عليه السلام لتحقيق العبادة أن يكون هناك أمن، ثم كرر الطلب في الآية الثانية، فقريش قد أنعم الله عليها بنعمة الأمن، فأطعمها من جوع وآمنهما من خوف، هذه الآيات تبين وجوب الاهتمام بهذا الأمر، وأن من يسعى لزعزعة الأمن، إنما يريد الإفساد في الأرض.

وأن تعم الفوضى والشر بين عباد الله، فمن زعزعة الأمن حمل السلاح على الناس، ونشر الأقوال الفاسدة، ونشر الطعن في ولاة الأمر، أو العلماء، أو الطعن في أصل من أصول الدين، وهذه القنوات الفضائية التي تبث ليلا ونهارا، وتغزو الناس في دورهم وفي أماكن أعمالهم ليس خطرها فقط في الأخلاق وإنما خطرها الأكبر زعزعة الأمن، فيجب التنبه والحذر من هذا كله، وكذلك من مظاهر الفساد هو عدم السمع والطاعة لولاة الأمر، الذين أمرنا الله عز وجل، بالسمع والطاعة لهم في المنشط والمكره، وأمر بذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فإن في السمع والطاعة تعاون الجميع واجتماعا للكلمة، وهذا أصل من أصول الدين، بعض الناس يعتقد أن الحديث، في موضوع السمع والطاعة لولي الأمر من المسائل السهلة.

فإن جميع أهل العلم جعلوه في باب العقائد، لأن هذا أصل من أصول الدين يجب أن يعرفه كل واحد، وأن يهتم به، ويقول الإمام البربهاري رحمه الله ” من ولي الخلافة بإجماع الناس ورضاهم، فهو أمير المؤمنين، لا يحل لأحد أن يبيت ليلة، ولا يرى أن ليس عليه إمام برا كان أو فاجرا” وإن من مظاهر الفساد أيضا هو ارتكاب المعاصي والآثام، ولقد أوجب الله تعالى علينا طاعته، وألزمنا بذلك، وبيَّن لنا أن الاستقامة على طاعة الله تعالى سبب للتمكين في الأرض، وإذا حققنا التوحيد فإن التمكين والنصر من الله عز وجل، آت لا شك، والدليل على ذلك قوله تعالى فى سورة الأنعام ” الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ” وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على كثرة العبادة، وعلى الابتعاد عن الفتن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى