مقال

الدكروري يكتب عن ما عطف على الدينار والدرهم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ما عطف على الدينار والدرهم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 16 نوفمبر 2023

إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، لقد عظم الإسلام من شأن العمل مهما كان هذا العمل في المصنع أو في المتجر أو في المستشفى أو في الوزارة أو في السوق أو في بناء العمارات وتشييد المباني أو في الزراعة وحراثة الأرض، أو حتى كان العمل في حفظ الأمن وحراسة الأموال والأعراض أو حتى كان في القضاء والفصل بين الناس أو غير ذلك بل حتى عمل المرأة في بيتها لزوجها وأولادها فإنها تؤجر عليه فعلى قدر عمل الإنسان يكون جزاؤه، ولقد حذر الإسلام من عبودية المال، وإن ما عطف على الدينار والدرهم فهم في حكمه.

كقوله “تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة” والخميصة والخميلة نوعان من الثياب أي الذي يرضى بوجودهما ويغضب عند فقدهما، وقوله صلى الله عليه وسلم “انتكس” ومعناه رجع على عقبيه، وختم له بخاتمة السوء، ومعلوم أن العبرة بالخواتم، ثم بالغ في وصفه، فقال صلى الله عليه وسلم “إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط” وزاد دعاء عليه فقال صلى الله عليه وسلم “تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش” ومعنى هذا دعاء عليه إذا وقع في ورطة لا يخرج منها أي دعاء عليه بالبقاء فيها وعدم الخلاص منها، وقوله صلى الله عليه وسلم “وإذا شيك فلا انتقش” معناه إذا أصابته مصيبة دنيوية مثل الشوكة مثلا فلا انتقش، معناه لا أزيلت عنه ولا أخذت عنه بالمنقاش الذي يزال به الشوك، وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا عن اتباع الدنيا.

وقد أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، ففضل الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم على غيره من الأنبياء عليهم السلام، بأن أعطاه جوامع الكلم، فكان صلى الله عليه وسلم يتكلم بالقول الموجز القليل اللفظ، الكثير المعاني وقد أعطاه الله عز وجل مفاتيح الكلام، وهو ما يسره له من البلاغة والفصاحة، والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات والألفاظ التي أغلقت على غيره وتعذرت عليه، وقال الهروي نعني بجوامع الكلم القرآن جمع الله تعالى في الألفاظ اليسيرة منه المعاني الكثيرة وكلامه صلى الله عليه وسلم كان بالجوامع قليل اللفظ كثير المعاني، وقال الزهري جوامع الكلم فيما بلغنا أن الله تعالى يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين، ونحو ذلك.

وقال ابن رجب الحنبلي فجوامع الكلم التي خص بها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان، أحدهما ما هو في القرآن، كقوله عز وجل فى سورة النحل ” إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون” وقال الحسن لم تترك هذه الآية خيرا إلا أمرت به، ولا شرا إلا نهت عنه، وأما الثانيه ما هو في كلامه صلى الله عليه وسلم، وهو موجود منتشر في السنن المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن النبى صلى الله عليه وسلم أوتي مفاتيح خزائن الأرض، وقال الخطابي المراد بخزائن الأرض ما فتح على الأمة من الغنائم من ذخائر كسرى وقيصر وغيرهما، ويحتمل معادن الأرض التي فيها الذهب والفضة، وقال ابن حجر قال غيره بل يحمل على أعم من ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى