مقال

الوجود الاجتماعي المتحضر

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الوجود الاجتماعي المتحضر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 17 نوفمبر 2023

الحمد لله الصبور الشكور، العلي الكبير، السميع البصير، جرت مشيئته في خلقه بتصاريف الأمور، وأسمعت دعوته لليوم الموعود أصحاب القبور، قدّر مقادير الخلائق وآجالهم، وكتب آثارهم وأعمالهم وخلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور، القاهر القادر فكل عسير عليه يسير، وهو المولى فنعم المولى ونعم النصير، يسبّح له ما فغي السموات وما في الأرض، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جلّ عن الشبيه والنظير، وتعالى عن الشريك والظهير، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، خيرته من بريته وصفوته من خليقته أعرف الخلق به، وأعظمهم له خشية، أسلم قلبه وقالبه لربه، وأناب إليه في كل أمره.

وقضى حياته عبادة وجهادا وصبرا ومصابرة حتى أتاه اليقين وما من خير إلا دل أمته عليه وما من شر إلا حذرها منه، وما مات وطائر يطير بجناحيه في السماء إلا وأعطانا منه خبرا، فاللهم صلي عليه وسلم وبارك وأنعم وأجزه خير الجزاء وأوفاه، وأعلاه وأسناه واحشرنا اللهم في زمرته يوم يقوم الأشهاد واجعلنا من أتباع سنته وحماة شريعته، وتوفنا على ذلك غير مبدلين ولا مضيعين آمين آمين، أما بعد، إن الصدقة تزكي النفوس وتطهرها من أدران الشح والبخل والطمع والانكباب على الماديات، فينعكس ذلك على راحة البال وطمأنينة النفس وانشراح الصدر، ولهذا علاقة قوية وثيقة بكثير من الأمراض التي معظمها ناتجة عن اضطرابات نفسية كالقرحة وعسر الهضم والتهاب القولون، بل كثير من الأمراض تتأثر بشكل كبير بالحالة النفسية.

كارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والتهاب المفاصل وغيرها ولا يعني التداوي بالصدقة إهمال بقية الوسائل من الاستشفاء بالقرآن والدعاء والرقية الشرعية، والأخذ بالأسباب المادية من الأدوية وغيرها، لكن المريض بحسبه فقد يشتد المرض ويحتاج الجمع بين أكثر من طريقة، وقيل أن رجلا سأل عبد الله بن المبارك عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين وقد عالجها بأنواع العلاج وسأل الأطباء فلم ينتفع ، فقال له ابن المبارك “اذهب واحفر بئرا في مكان يحتاج الناس فيه إلى الماء فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم” ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالى، وعليكم بالسلام أيها الناس فهي تحية الإسلام، ولنعلم جميعا إنه يجب أن لا تخص من تعرفه بالسلام دون أحد ممن لا تعرفه، فكل من تعتقد فيه الإسلام فألق عليه السلام.

فإلقاء تحية الإسلام لا تخص بها أحدا وتحرم منها الآخرين احتقارا لهم أو توبيخا لهم، فعن الطفيل بن أبى بن كعب قال ” كنت آتى عبد الله بن عمر رضى الله عنهما فأغدو معه إلى السوق” أي في الصباح الباكر يغدوان إلى السوق، قال ” فإذا غدونا إلى السوق، لم يمر ابن عمر على سقاط، وهو الذي يبيع سقط المتاع، وهو رديئه وحقيره، ولا صاحب بيعة، ومعنى صاحب البِيعة، بالكسر من البيع، يعني بائع وهو الذي يبيع البضاعة وغيرها من الفواكه وما شابه، ولا مسكين ولا أحد، من أمثال هؤلاء، إلا سلم عليه” ويقول الله عز وجل فى سورة الأنعام ” قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إنى أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين”

وفى الآية يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ” قل” يا محمد، للذين يدعونك إلى اتخاذ الآلهة أولياء من دون الله، ويحثونك على عبادتها أغير الله فاطر السماوات والأرض، وهو يرزقني وغيري ولا يرزقه أحد، أتخذ وليا هو له عبد مملوك وخلق مخلوق؟ وقل لهم أيضا إني أمرني ربي ” أن أكون أول من أسلم” يقول المفسرين أن أول من خضع له بالعبودية، وتذلل لأمره ونهيه، وانقاد له من أهل دهري وزماني، و” قل” يا محمد، وقيل لي لا تكونن من المشركين بالله، الذين يجعلون الآلهة والأنداد شركاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى