مقال

دين خير أمة أخرجت للناس

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن دين خير أمة أخرجت للناس
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام العابدين وقدوة المربين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، لقد رأينا جانبا يسيرا من الأبعاد الإنسانية والأخلاقية، وكيف طبقها النبي صلى الله عليه وسلم، والتي كان لها بلا شك أكبر الأثر في انتشار الإسلام، ووصوله شرقا وغربا وليس ذلك بمستغرب على شخصية أكرم الله بها الدنيا والإنسانية جمعاء، عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أتحدث إليكم، وليت العالم كله اليوم يتعلم هذه القيم العظيمة، لأنه ببساطة شديدة عندما تغيب هذه المثل والأبعاد الإنسانية سيتولد الحقد والبغضاء في النفوس، وتحل الكراهية في النفوس بدلا من الحب والصفاء.

ويعيش العالم كله في حالة من التوتر والقلق، وإن الإسلام الذي اختاره الله عز وجل دين آخر خير أمة أخرجت للناس، يؤمن النفس، ويحافظ عليها، ويعصمها من التعدي على غيرها، ويحفظ حقها من التعدي عليها بغير حق، وقد يعتبر اللصوص بتنظيمهم وقدراتهم في إخافة الناس، وسطوهم هنا وهناك على ممتلكات الآخرين، فيقطعوا السبل، ويفسدوا في الأرض، ويعلنوها حربا على الله بامتهان شرعه، وتسلطا على المجتمع بقطع الطرق وإخافة الآمنين، والاعتداء على الأموال والأعراض، والإفساد في الأرض، حيث يضطرب ميزان العدل، وتتخلخل أركانه، فإذا نشأ شيء من ذلك في مجتمع من المجتمعات أزعج السلطة، وضعف كيانها، وضاعت الحيلة لتهدئة المجتمع وإعادة الهدوء والأمن إليه.

فيأتي شرع الله العزيز الحكيم، ليحل هذه المشكلة، فالله يقضي على هذه المعضلة، بحل قاطع، وإن الإسلام قد وضع قاعدة قوية في القضاء على الجريمة، في تحريمه الأمور التي تتسبب عنها، أو تدعو إليها كالخمر والزنا والربا والميسر، ثم بوضعه قواعد تريح العالمين بها وفق منهج سليم يرضي النفوس، ويعطى كل ذي حق حقه، ويمنع التعدي، ثم يفرض جزاءات تجتث الشرور من المجتمع، لأن من فيه نزعة شر لا يرتاح، إلا بإزعاج الآخرين، ومثل هؤلاء كالجرثومة التي لابد أن تكافح، أو كالعضو الفاسد لابد من بتره، وإلا استشرى الداء في الجسد كله، فإن الإسلام صارم في القضاء على الأمور التي يترتب عليها إخلال بالأمن، وإزعاج للبشر، وإضرار بالأمة، وقيل بأن رأس المال جبان لا يطمئن إلا بالأمان.

ولا يتحرك وينمو إلا مع الأمن الوطني، والقضاء على مثيري القلاقل الآخذين بجهد الآخرين، المخيفين للسبيل، وذلك بسلطة تجازيهم في الدنيا، وتقطع دابرهم من المجتمع، وعمل هذه السلطة يدعمه تشريع قوي، ولا أقوى من حكم الله ورسوله وتطبيقهما يخيف من تسوّل له نفسه العمل بمثل عملهم” وأيضا فإن من الوسائل لتحقيق الأمن المجتمعى هو الصدقات، فإن للصدقات أبعاد اجتماعية ونفسية واقتصادية، فهي من جانب تخفف من آلام الحاجة والحرمان عند الطبقة الفقيرة من المجتمع، ومن ناحية أخرى تحسس الدافع الوجداني والراحة النفسية وإنها تشارك أبناء المجتمع عمومه وتساهم في الارتقاء بالمجتمع إلى مستوى مناسب من الاكتفاء الذاتي وعدم الحاجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى