مقال

مجاملة الرفقاء والأصدقاء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مجاملة الرفقاء والأصدقاء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 23 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، فيا أخي المؤمن إن الله يناديك فهل تجيب نداء الله؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يدعوك، فهل تلبي دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لطالما نادانا الله تعالى قائلا ” يا أيها الذين آمنوا ” وبعدها دائما أمر أو نهي فهل أجبنا الله؟ ولطالما أمرنا ونهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل “ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم” متفق عليه، فهل أطعناه؟ واعلموا يرحمكم الله بأن للغيبة أسباب أهمها هو الغيظ والغضب أو مجاملة الرفقاء والأصدقاء أو إرادة أن يرفع الإنسان بالغض من غيره.

أو الحسد وهو أهم الأسباب ومنها أيضا اللعب والهزل والمفاكهة وإضاعة الوقت، وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال انهما ليُعذبان وما يعذبان في كبير, اما أحدهما فكان لا يستبرىء من البول, وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، وبخصوص السلام في إلإسلام للقريب والبعيد فأما من كان بعيدا بحيث لا يسمع التسليم، فإنه يجوز السلام عليه إشارة، ويتلفظ مع ذلك بالسلام، وأما عن إلقاء السلام على المعارف فقط، فقد اعتاد كثير من المسلمين على إلقاء السلام على المعارف فقط، وهذا مخالف لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، الذي حثنا على إلقاء السلام على من نعرفه ومن لا نعرفه من المسلمين، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما.

أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال صلى الله عليه وسلم ” تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف” رواه البخاري ومسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم “تقرأ السلام على مَن عرفت ومن لم تعرف” أي تسلم على كل مَن لقيته، عرفته أم لم تعرفه، ولا تخص به من تعرفه، كما يفعله كثير من الناس، وهذا الحديث فيه دليل على بذل السلام لمن عرفت، ولمن لم تعرف، وإخلاص العمل فيه لله تعالى، لا مصانعة ولا ملقا، وفيه مع ذلك استعمال خلق التواضع، وإفشاء شعار هذه الأمة، وكما يُسن تبليغ السلام للآخرين من المسلمين، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسلم بنفسه على من يواجهه، ويحمل السلام لمن يريد أن يسلم عليه من الغائبين، وعن أبي هريرة رضي الله عنه.

قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال “يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب” رواه البخاري ومسلم، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما “يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام” فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته” رواه البخاري، وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن فتى من أسلم قال يا رسول الله، إني أريد الغزو، وليس معي ما أتجهز، قال “ائتى فلانا، فإنه قد كان تجهّز، فمرض، فأتاه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام، ويقول “أعطني الذي تجهزت به” قال يا فلانة، أعطيه الذي تجهزت به، ولا تحبسي عنه شيئا، فوالله لا تحبسي منه شيئا فيبارك لك فيه” رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى