مقال

الدين وعلاقته بنجاح الأمم وفشلها

جريدة الأضواء

الدين وعلاقته بنجاح الأمم وفشلها
خالد السلامي
لكل مجال في هذه الحياة مختصيه كالعلم والاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة والزراعة والصناعة والفن وغير ذلك من المجالات المدنية والعسكرية وبالطبع فإن الدين هو احد اهم هذه المجالات والذي له دور فعال فيها جميعا من حيث الحث عليها والمضي في تطويرها وتوجيهها بما لا يتعارض وتعاليمه التي تحرص على أن تكون لخدمة الانسان وليس سببا في إيذاءه وهكذا عملت اغلب الأمم على أن تجعل من كل هذه المجالات تسير بخط متوازن بحيث لا يعرقل احدها الاخر فسار اهل الدين في طريقهم التوعوي والعلماء في بحوثهم المتنوعة سعيا لخدمة الانسان في مجتمعاتها ، كل أمة حسب معتقدها وشريعتها الدينية ، فلم نجد او نسمع اية أُمة تلوم دينها كونه سبب في تخلفها او ضعفها فوصلت اغلب الامم الى ما وصلت اليه من تقدم ورفاهية واستقرار بفعل هذا التوازن في خطوط السير لكل مجالات الحياة فيها.
الا نحن امة العرب اهل الدين ومادته ومهبط الوحي والأرض التي بعث الله فيها اغلب الأنبياء والرسل فلا نزال مصرين على ربط كل فشل يصيبنا بديننا متناسين أن لكل مجال من مجالات الحياة مختصيه كما هو الحال في كل أمم الارض والدين بطبيعة الحال هو احد هذه المجالات وله من يتحمل مسؤولية العمل على نشره وتوعية المنتمين له وشرح تعاليمه فإستمر مختصوه في واجباتهم ونام مختصو المجالات الاخرى للأسف فصار كل من يفشل يصب جام غضبه على الدين فهذا يقول هناك مئات الجوامع تصلي على الموتى بينما لا توجد مستشفى تحمي الناس من الموت وهناك من يقول لازلنا ندعو على اعدائنا بالموت منذ اكثر من اربعة عشر قرنا بينما هم يعيشون ونحن نموت مع علمهم الأكيد بأن الدين هو اول من حث على العلم وفي القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة العديد من الآيات والأحاديث التي تحث على العلم والسعي للوصول إلى أعلى درجاته . لكن الفرق بيننا و بين من ندعو عليهم انهم أخذوا آياتنا وبنو عليها ونحن تجاهلناها . وعندما كنا مؤمنين خرج من بيننا عشرات العلماء ووضعوا لكل علم نظرياته فَلَم نتوارث تلك النظريات واهملناها بينما أخذها الآخرون وعملوا على تطويرها .
فالأمم الحية هي التي تقود نفسها فإذا استطاعت قيادة نفسها بنفسها فسيكون قادتها حريصون على تقدمها وتطويرها حتى وان حاربهم الآخرون اما نحن فلم نَقُد أنفسنا سوى ثلاثمائة سنة أو أكثر بقليل وابدعنا خلالها في كل المجالات ولكننا عندما سلمنا رقابنا للآخرين ليضعوا حبالهم في رقابنا ليقودونا بها كالبهائم لم يعد هناك من يحرص علينا وإنما صار الحرص على الكراسي وامتيازاتها وخدمة من يقودنا هو همنا الاول والاخير ولتذهب الأمة الى الجحيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى