مقال

معارك الحق والباطل عبر التاريخ

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن معارك الحق والباطل عبر التاريخ
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 25 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، إن ثمرة ذلك انشغالك بربك وما يرضيه هو ما يقوله أحد السلف أنه من كان اليوم مشغولا بنفسه فهو غدا مشغول بنفسه، ومن كان اليوم مشغولا بربه فهو غدا مشغول بربه، فبادروا في اغتنام حياتكم قبل فنائها، وأعماركم قبل انقضائها بفعل الخيرات والاكثار من الطاعات، فإن الفرص لا تدوم، والعوارض التي تحول بين الانسان وبين العمل كثيرة وغير مأمونة، فإنك تستطيع أن تؤجر حتى لو عجزت وضعفت عن فعل الخير وضاقت عليك سبله، فما أعظمه من كرم إلهي وما أرحمه من هدي نبوي حينما تقف عاجزا عن فعل الخير فتظن الأجر فُقد من دربك.

فإذا برسولك صلى الله عليه وسلم يبشرك ويدلك ويجعل الأمل بين يديك، فيقول لك كفّ شرك عن الناس فقط أبعد أذاك عنهم لا غير، يكن ذلك من فعل الخير، يكن ذلك صدقة، يكن ذلك أجرا، يكن ذلك حسنات تكتب لك، لنفسك، فادفع الدين الذي عليك، لا بالمال وحده بل بفعل الخيرات، فمن يستطيع أن يدفع كل يوم مقابل نعمة مفاصل جسمه صدقات مالية بعددها البالغ ثلاثمائة وستين مفصلا؟ ولكن رحمات الله وبركاته وكرمه على عباده جعلت فعل الخيرات هو من الصدقات، وجعل صلاة ركعتي الضحى تعدل هذا المطلوب الكبير من الصدقات، وسدادا للدين الواقع عليك في صبيحة كل يوم، وما سداد هذا الدين إلا من فعل الخيرات الذي تؤجر عليه، ولقد توالت معارك الحق والباطل عبر التاريخ.

فكان صراع الخليل إبراهيم عليه السلام مع النمرود، وصراع نبى الله موسى عليه السلام مع فرعون، وصراع نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع قومه من قريش، فكان العداء للإسلام بدأ من أول لحظة، فالعداء للإسلام بدأ قبل أن ينتشر، وسيستمر الصراع ، وفى أيامنا هذه وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها جليا واضحا، لا يخفى على ذي لبّ، وذلك لأمر هام وحقيقة قد يغفل عنها بعض الناس ألا وهي الحقد على الحق وأهله فهذه الصفة الملازمة لأهل الباطل لذلك فإنهم لن يتركوا عداوتهم أبدا، وقد ورد عن الإمام الشافعي قوله والله الذى لا إله إلا هو، لو أن الحق ترك الباطل ما ترك الباطل الحق أبدا ويؤكده قول الله تعالى في قصة قوم لوط عليه السلام الذي لم يتجاوز النصح والإرشاد لقومه.

فما كان جوابهم إلا أن قالوا كما جاء فى سورة النمل” فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون” ويقول صلى الله عليه وسلم” والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون” رواه البخارى، وتقرر الآيات أن النصر حليف المؤمنين الصادقين, وذلك مهما حقق الباطل في البداية من انتصارات آنية أو كسب معارك جانبية، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى