مقال

اثنان لا يتعلمان حيي ومستكبر

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن اثنان لا يتعلمان حيي ومستكبر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 26 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد لقد دعا الإسلام إلى أخلاق فاضلة وآداب سامية تسمو بالإنسان وتزكي روحه ومن جملة هذه الأخلاق خلق الحياء، والحياء خلق حميد يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق، وللحياء فضائل عديدة دلت سنة نبينا صلى الله عليه وسلم عليها فمن ذلك أنه خير كله فعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “الحياء لا يأتي إلا بخير” وقال “الحياء كله خير” وهو من الأخلاق التي يحبها الله.

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “إن الله حيي ستير يحب الستر والحياء” والحياء من الإيمان وكلما ازداد منه صاحبه ازداد إيمانه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم “الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان” وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “دعه فإن الحياء من الإيمان” وهو خلق الإسلام لقول سيد الأنام عليه الصلاة والسلام “إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء” والحياء يحمل على الاستقامة على الطاعة وعلى ترك المعصية ونبذ طريقها وهل أدل على ذلك من قول نبينا صلى الله عليه وسلم.

“إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت” رواه البخاري، وإن من أعظم فضائله أنه يفضي بأصحابه إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار” رواه الترمذي، والبذاء ضد الحياء فهو جرأة في فحش، والجفاء ضد البر، وليس من الحياء أن يمتنع الإنسان من السؤال عن أمور دينه، فالحياء يبعث على الخير ولا يصد عنه، ولذا مدحت السيدة عائشة رضي الله عنها نساء الأنصار بقولها ” رحم الله نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين ” فإذا لم يقدر الإنسان على السؤال لعذر يقتضي الحياء فعليه أن يرسل من يسأل له أو يهاتف الشيخ، أو يراسله.

فاحذر من أن يصدك الشيطان عن سبيل العلم وسؤال أهله بإيهامك أن هذا من الحياء، واجعل قول إمامنا مجاهد رحمه الله منك على بال ” اثنان لا يتعلمان حيي ومستكبر ” فيا إخوة الإسلام، لا تتحقق الحياة الطيبة قبل ذلك وبعده إلا بالاستعانة بالله واللجوء إليه، وسؤاله صلاح الدين وطيب الدنيا، هكذا علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله في دعائه “اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر” فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك المشركين، ودمر اللهم أعداءك أعداء الدين من الكفرة والملحدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى